في الديانات الإغريقية القديمة التي أسسها أنبياء بُعثوا إلى بلاد الإغريق وكانوا لا يزالوا على عهد نوح (عليه السلام)، كان النوم (Hypnos) والموت (Thanatos) أخوة. وفي ضوء ما أثبتناه من حقيقة انبثاق جميع الأديان من نفس المصدر، نستعرض معكم هذه الرواية: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
«النوم أخو الموت».
الموت شيء مؤلم لأنه يعني الافتراق عن أحبائنا. والموت هو نوم دائم لا يستيقظ منه المرء في نفس الجسد. الموت أيضاً شيء مخيف لأن الناس في هذا العالم لا يمتلكون ذكريات عن المكان الذي أتوا منه، ولذلك فهم لا يعرفون ما يمكن توقعه عندما يرحلون. أتذكر في عام ٢٠١٧ أنني تحدثت مع الإمام أحمد الحسن (منه السلام) عن سيدة لها مكانة خاصة في قلبي، وهي السيدة ليلى (عليها السلام) والتي قيل لها أنها مصابة بمرض يهدد حياتها وأنها من المحتمل أن تفارق الحياة.
قلت: «والدة وقّار مصابة بالسرطان. أبكاني هذا الأمر كثيراً، فهذه المرأة أطهر ما يكون ومسكينة».
قال الإمام (منه السلام): «لا إله إلا الله. هل أعطوها جُرَع من الكيميائي؟».
قلت: «لا، يقولون أنهم سوف يجرون عملية أولاً ويحاولون إزالته ثم سيروا هل انتشر أم لا».
قال الإمام (منه السلام): «أين وُجد المرض؟».
قلت: «في الكلى، وحجمه ٤ سنتيمتر. هي تقول أنها لا تريد أن تموت قبل أن تراك، لكنها مُسلِّمة لأمر الله».
قال الإمام (منه السلام): «لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا أمر الله سبحانه».
قلت: «نعم».
قال (منه السلام): «لتتوكل على الله سبحانه، لتعمل العملية ونرى بعدها إلى أي مرحلة تقدم المرض لديها».
قلت: «هل ينفع معها العلاج الذي أعطيته لي بخصوص البروتين؟».
قال (منه السلام): «لا، لكن يجب أن تبتعد عن اللحوم باقي حياتها، متى موعد العملية؟».
قلت: «بعد ثلاثة أسابيع».
قال الإمام (منه السلام): «إن شاء الله. بني، ضع يدك على مكان المرض وادعُ لها أن يشفيها الله بجاه محمد (ص) عند ربه وبجاه مريم (ع) عند ربها، ادعُ لها خاشعاً عند ربك».
فعلت ما طلبه مني الإمام (منه السلام) بالضبط وبالفعل نجحت العملية، وها نحن في عام ٢٠٢٢ والسيدة ليلى (عليها السلام) بكامل صحتها ولم يرجع السرطان. وعلى الرغم من أن الموت كان مقدراً لهذه المرأة، وكانت مشيئة الله الأولى لها أن تموت بمرض السرطان، إلا أن إيمانها بنا وحبها لنا ورغبتها في رؤية الإمام (منه السلام) دفع عنها الموت وأطال في عمرها. التاريخ مليء بأمثلة لأشخاص مد الله في أعمارهم أو طرأت تغييرات في الأوقات المحددة لموتهم، حيث نجد في الروايات أن آدم (عليه السلام) قد أعطى لداود (عليه السلام) من سنين عمره ، ونجد أن عيسى (عليه السلام) أحيا لعازر من الموت، ونجد أن الأنبياء والمرسلين والأئمة (عليهم السلام) شفوا عدداً كبيراً من الناس من أمراض قاتلة.
«الموت هو الإفاقة من الرؤيا»
من التعاليم التقليدية الخاصة بالديانات الإبراهيمية، اليهودية والمسيحية والإسلام على وجه الخصوص، أن الموت هو حدث مخيف للغاية. يوجد في الإسلام العديد من الروايات التي تصف رحلة الروح منذ لحظة الموت وحتى دفن الجسد. تصف الروايات أن الروح تكون مرتعبة وتشاهد دفن الجسد على يد أفراد العائلة والأصدقاء وهي في حالة ذعر، وبعد دفن الجسد، تخضع الروح لاستجواب مروع على يد ملائكة القبر وتشهد كل أنواع الأهوال إذا كانت من المذنبين، ويتحول القبر حرفياً إلى جحيم مصغر للمذنبين وجنة مصغرة للمؤمنين، وتمكث الأرواح مع الأجساد في القبر حتى يوم القيامة. من الكتب الجيد قراءتها حول هذا الموضوع لفهم وجهة النظر الإسلامية السنية حول الحياة بعد الموت هو كتاب «مشهد الموت» لخواجة محمد إسلام، وللاطلاع على وجهة النظر الشيعية حول الحياة بعد الموت يمكن قراءة كتاب «سياحة في الغرب أو مسير الأرواح بعد الموت» لنجفي القوجاني. قال الإمام أحمد الحسن (منه السلام) أن معظم هذه الأمور باطلة وأكاذيب منسوبة إلى النبي محمد وآله (منهم السلام)، ويصف الإمام (منه السلام) عملية الموت والولادة من جديد بكونها بمثابة النوم والاستيقاظ.
قال الإمام أحمد الحسن (منه السلام): «الوصف الأقرب لهذا العالم هو الرؤيا. الموت إفاقة لهم من هذه الرؤيا. ﴿فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾».
قلت: «إذن عند الموت يصحون كما نصحى من النوم؟».
قال الإمام (منه السلام): «بالضبط، كأنك تغير ملابسك».
سألت: «ونجد أنفسنا في جسد آخر؟».
قال (منه السلام): «بالضبط».
قلت: «هل هو جسم مادي أيضاً؟ جسم آدمي؟».
أجاب الإمام (منه السلام): «كُلٌ حسب وضعه».
قلت: «يعني كل هذه الأمور، المضي بعد الموت نحو نور ما، أو عذاب القبر أو ملائكة العذاب ومنكر ونكير و و و …كل هذه الأمور لا وجود لها؟».
قال (منه السلام): «لا يوجد شيء اسمه عذاب القبر».
قلت: «إذن الأمر عبارة عن استيقاظ فقط».
أجاب الإمام (منه السلام): «هذا الجسد عندما تنتهي فعاليته، حاله حال أي سلعة أو جهاز كهربائي قد تعطل، [يموت الإنسان]».
قلت: «وفجأة تجد نفسك في عالم جديد، حسب المكان الذي ستذهب إليه».
قال (منه السلام): «نعم، أحسنت كما شرحت لك سابقاً».
في أحد الأيام في ألمانيا، اضطررت لإجراء عملية جراحية صغيرة لإزالة خُرّاج، ولإجراء العملية، كان ينبغي وضعي تحت تخدير عام. جاءتني الممرضة وحقنتني بمادة ونظرت إلي وقالت: «وداعاً». بدأت الغرفة تُظلِم على الفور وفي غضون ثوانٍ قليلة أصبحت فاقداً للوعي. استيقظت كما لو أن الوقت لم يمر وهم يدفعونني خارج غرفة العمليات.
قال لي الإمام أحمد الحسن (منه السلام): «كيف صرت؟ وهل أنت بصحة جيدة؟».
قلت: «الحمد لله تعالى...أنا بخير الآن وكانت تجربة غريبة. أول مرة لي تحت التخدير العام، لكن الحمد لله أنا بخير».
قال الإمام (منه السلام): «نعم شعور غريب أليس كذلك؟ شعور شبيه بالموت».
قلت: «نعم بالضبط».
قال (منه السلام): «هكذا الموت».
قلت: «سبحان الله».
قال (منه السلام): «لكن يصحبه ألم شديد».
قلت: «هل الألم مادي أم نفسي؟».
قال (منه السلام): «ألم تراه ولا تحسه، شعور لم يشهد الإنسان له مثيل في حياته سوى في لحظة الموت».
قلت: «كم من الوقت يستمر هذا الألم؟»
قال (منه السلام): «في عالم المادة بضع ثوانٍ».
لقد أوضح لنا الإمام (منه السلام) من قبل أنه كلما تعلق الإنسان بهذه الدنيا، كلما كان الموت أكثر ألماً بسبب هذا التعلق. هذا هو سبب الألم. كلما قل ارتباط الشخص بهذه الدنيا، كلما قل الألم الذي يشعر به عند الموت، لأن الحبال التي تربطه بهذه الدنيا تكون أقل. ومن أسباب تَعرُض المؤمن للكثير من الابتلاءات والمحن في الحياة هي كي ينفصل عن هذه الدنيا. وخير ما قيل بهذا الخصوص هو قول النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم):
«موتوا قبل أن تموتوا...»
أي روض نفسك ومرّنها على الانفصال عن هذه الدنيا طواعية قبل أن تنفصل عنها عنوة.
سألت الإمام أحمد الحسن (منه السلام): «أين تمكث الأرواح؟».
قال الإمام (منه السلام): «في الأجساد».
قلت: «إذن الأرواح جزء من عالم المادة؟».
رد (منه السلام) قائلاً: «الأرواح ليست مادة، الأرواح تستطيع اعتبارها نور».
قلت: «إذن إبليس خلق المادة؟».
أجاب (منه السلام): «نعم».
قلت: «والله خلق الأنوار والأرواح؟»
قال (منه السلام): «نعم، لكن الله يستطيع أن يخلق المادة أيضاً».
قلت: «أبي ممكن أسألك سؤال؟».
قال (منه السلام): «تفضل بني».
قلت: «كنت قد ذكرت لي أن الموت مثل المخدر الذي يعطونه أثناء العمليات، حيث تغيب عن الوعي ويغلب عليك النعاس. عندما نستيقظ بعد الموت، هل نفتح أعيننا ونجد أنفسنا فجأة في الكرة الجديدة كأطفال؟ أم أن هناك ما يشبه المرحلة الانتقالية أو عالم نذهب إليه ما بين الكرات؟».
رد الإمام (منه السلام) قائلاً: «نعم يوجد مثل محطة انتظار تشبه محطة القطار لكن لا يوجد بها شيء تعرفه هنا، لا وقت ولا زمان ولا مكان ولا أي شيء تعرفه».
قلت: «فراغ أو فضاء خالي؟».
أجاب (منه السلام): «ولا حتى هذا، لا شيء تعرفه أو تقيسه أو حتى تحسه».
سألته: «وهل يظهر الإنسان هناك كشخص بالغ في العالم الذي يذهب إليه؟ فنحن نولد في هذا العالم كأطفال لكي نتكيف مع هذا العالم. هل نظهر هناك فجأة كبالغين وبكامل إدراكنا؟».
أجاب (منه السلام): «لا يوجد شيء اسمه سن، لا تقيس هنا على هناك، المفاهيم مختلفة، لا يوجد زمان ولا مكان ولا مادة».
سألت الإمام أحمد الحسن (منه السلام): «وماذا هناك؟ عالم الأرواح أو الأنوار أم ماذا؟».
قال (منه السلام): «أنت موجود ولست موجود».
قلت: «موجود ولست موجود؟».
قال (منه السلام): «عالم السمرات».
قلت: «عالم السمرات تحت العرش، صحيح؟».
قال (منه السلام): «نعم هو جزء منه، سوف أعطيك وصف يجعلك تفهم. أنت في مدينة، هذه المدينة لها أطراف. اعتبر أن السمرات مدينة ولها فضاء أو طرف وأنت ذاهب إلى هذا الطرف».
قلت: «عندما يموت الإنسان وتخرج الروح منه، بأي شكل ترى الروح نفسها؟».
قال الإمام (منه السلام):«إنها لا ترى نفسها، إنه إحساس فقط. إنها تحس نفسها وتكاد أن تراها لكن لا تراها».
قلت: «وماذا عن رؤية الأرواح الأخرى؟».
قال (منه السلام): «كأنها تكاد أن تراها، تحسها وتعرف بوجودها وتحركاتها وكل شيء، لكن تراها مثل ما ترى أنت الآن. بني أُعلّمك أمر، لا تقيس ما تحس به وما عندك من حواس على عوالم أخرى، لأنها مختلفة والمقاييس فيها غير، لكنك في تلك الحالة [عندما تكون في هذه العوالم] سوف تشعر بها وتفهمها، مقاييس ذلك العالم».
إذن باختصار، إذا كان هناك وقت ما بين الكرات، فإن الشخص سيذهب إلى مكان انتظار أو برزخ يسمى عالم السمرات وهو جزء من العرش. في ذلك العالم لا يوجد شيء يشبه هذا العالم المادي، لا توجد حواس مثلما توجد هنا، السمرات هي مرحلة وسطى تراجع فيها الروح حياتها ويتم فيها محو الذكريات، كما أنها تتهيأ فيها للكرة التالية، وإذا انتهى الشخص من كل كراته، عندها سيذوق الموت الأعظم وينتقل إلى الحساب الأخير، حيث سيُحاسب على مجموع كراته ثم ينتقل إلى الجنة أو النار، والحساب هنا يكون من الشخص نفسه حيث يحاسب الإنسان نفسه بنفسه، أما ما يقع بين الكرات فهو الموت الأدنى ويسمى «وفاة». يمكن أن تؤثر أعمال الإنسان في كل كرة على الظروف والجسد الذي يرجع فيه في الكرة التالية، على سبيل المثال، قد يكُر الشخص الذي أساء معاملة شخص معاق كشخص معاق في كرته التالية، حالة روشن أدناه هي مثال على ذلك.
سألت الإمام أحمد الحسن (منه السلام): «عند الموت، ما العنصر الذي يظل باقياً ويخضع للعذاب؟ هل شخصية الإنسان هي التي تظل باقية أم ماذا تحديداً؟ يعني مثلا عندما أموت، إذا مُحيت كل ذكرياتي، في الآخرة، ما الذي يتبقى من شخصيتي؟ وهل يتبقى منها شيء من الأساس؟».
قال الإمام (منه السلام): «هل تقصد في النهاية تماماً أم عند الكرات؟».
قلت: «هذا وذاك».
قال (منه السلام): «عند الكرات المسخ هو العذاب».
قلت: «نعم».
قال الإمام (منه السلام): «المثال التالي هو «روشن». (روشن هو طفل معاق ذهنياً في مجتمعنا) هل يدرك من كان يكون؟».
قلت: «نعم يدرك، وإلا كيف سيكون في عذاب».
قال الإمام (منه السلام): «أحسنت».
قلت: «إذن المُعذِب هو الإنسان نفسه من خلال أفكاره؟».
قال الإمام (منه السلام): «التفكير والإحساس، لن يدرك هذا الألم غير صاحبه، مهما حاولت أن تشعر به فلن توفي».
كانت لروشن كرة سابقة كنبي اسمه روشن،كان شعبه يعاني من مجاعة وجفاف عظيم ولجأ الناس إلى روشن ليقسم الطعام عليهم جميعاً. رأى روشن أن عدد الناس كبير والطعام قليل، فقرر أن يستبعد شخصاً معاقاً ذهنياً يعيش في مدينته من قسمة الطعام، حيث ظن في نفسه أن هذا الشخص معاق ذهنياً على أي حال، وعلى الأرجح سيموت، وما حدث هو أن الشخص مات بالفعل من الجوع، عندما لم يوفر له روشن طعاماً ليأكله، لهذا محى الله روشن من ديوان النبوة وجعله يكر اليوم بنفس حالة الشخص الذي تركه يموت. هذه هي آخر كرة لروشن بهذه الحالة، حيث أوضح الإمام أحمد الحسن (منه السلام) أن روشن في كرته التالية سيولد بكامل صحته.
قلت للإمام (منه السلام): «ذكرت لي سابقاً أن الروح هي التي تختار الجسد الذي تكر فيه، هل يعني ذلك أن روشن اختار الجسد الذي هو فيه لأنه أدرك ذنبه وأراد أن يعاقب نفسه؟».
أجاب الإمام (منه السلام) قائلاً: «هذا الاختيار موجود لكن كيف الآلية؟ الآلية أن يختار بين عدة خيارات أفضلهم سيء، هذا بالنسبة للمجرمين. وأما بالنسبة للطيبين أو الجيدين الذين ذنوبهم أقل من حسناتهم فهم يختارون الأجساد التي يحلون بها، يختارون الأقرب لهم».
قلت: «الأقرب لشكلهم؟».
قال (منه السلام): «لا بني الأقرب إلى الروح».
سألت: «أقرب من أي جهة؟»
أجاب (منه السلام): «النفس».
قلت: «عندما يموت الإنسان ماذا يبقى؟ يعني هل يبقى الإنسان نفسه أم يذوب في نور واحد؟».
أجاب الإمام (منه السلام): «الإنسان كما تعلم من ثلاثة أقسام: بدن وروح ونفس. ما الذي يموت؟».
قلت: «الجسد».
قال (منه السلام): «الجسد يتعطل ويصبح خردة والنفس تتوفى وتبقى الروح، حين يموت هذان الجزءان يصبح إنسان سابقاً وروح حالياً».
كما أوضحنا سابقاً، فإن الأرواح الموجودة خارج الأجساد المادية تكاد تكون محرومة من الحواس، فهي بالكاد ترى وتسمع وتشعر وتتذوق وتلمس، ولكنها في الحقيقة لا تمتلك القدرة على أن ترى وتسمع وتتذوق وتلمس. لذلك فإن أحد الأسباب التي تجعل الأرواح تسعى إلى أن تكر في هذه الدنيا هو التمتع بالحواس، لذا تجدهم جميعاً يصطفون أمام كل فرصة للدخول في هذه الدنيا المادية.
سألت الإمام أحمد الحسن (منه السلام) ذات يوم: «هل تسمح لي بسؤال؟».
قال الإمام (منه السلام): «نعم تفضل بني».
قلت: «أنت قلت لي من قبل أنه يمكن استحضار أرواح الموتى عن طريق الجماع، هل هذا عن طريق فتح بوابة ما أم بتجلي الروح في المستحضِر أم تظهر فجأة في الغرفة أم كيف يكون ظهورها؟ أم أنها تظهر كصوت فقط؟ كيف يكون الأمر؟».
قال (منه السلام): «هي طريقة لجلب الروح، سوف أبسط لك الأمر، حين تضع سمكة أو قطعة لحم سوف ترى أن القطط تحوم حولها، وحين تضع شيء حلو سوف ترى الحشرات مثل النمل والذباب تتجمع حوله».
قلت: «نعم».
قال الإمام (منه السلام): «الجنس يجلب الأرواح، لأنها تجد فيه فرصة للرجوع إلى دنيا المادة».
قلت: «سبحان الله العلي العظيم».
قال الإمام (منه السلام): «هكذا الأمر بني».
قلت: «إذن لديهم خيار الرجوع ويريدون الرجوع؟».
قال (منه السلام): «ليس جميعهم، بعضهم، لكن الأرواح جميعها تظن أنها تستطيع فعل هذا، عندهم عقيدة بهذا».
قلت: «سبحان الله، عندهم عقيدة بذلك، الله أكبر».
قال (منه السلام): «مثل ما يعتقد البشر في بعض العقائد وهم لا يملكون الوصول لها».
قلت: «شكرا أبي، هذا أمر عظيم».
قال الإمام (منه السلام): «الشكر لله بني».
سألت الإمام أحمد الحسن (منه السلام): «هل يمكن لروح واحدة أن تكون موجودة في أكثر من جسد في نفس الوقت؟».
قال (منه السلام): « نعم».
سألت الإمام (منه السلام): «أبي عندما يموت الإنسان المتواجدة روحه في أكثر من جسد في نفس الوقت ويموت في أحد الأجساد، هل يموت في الآخر؟».
قال (منه السلام): «لا بني، الجسد الذي يموت يموت لوحده».
قلت: «ماذا عن المحارم؟ أيكون محرماً على أهله في الجسدين؟»
قال (منه السلام): «نعم بني».
قلت: «سبحان الله، هذا أمر عظيم! ويلتقي الجسدان في هذا العالم ويتكلمان مع بعض وهما واحد؟».
قال (منه السلام): «بني إني لم أفصح بعد عن الحقيقة، لو أفصحت، ووجدت القابل لكنا الآن قد قطعنا مسافة طويلة جداً».