قال الإمام الصادق (منه السلام) في كتاب الهفت الشريف:
«إن الله اختار بين الأرواح في الأظلة ثم أسكنها الأبدان، فإذا خرج قائمنا ورّث الأخ الذي آخى الله بينهما في الأظلة ولم يورث الأخ من الولادة الجسمانية. أعلمه من ذلك، ومن يعلم لا تبقى عليه بينة».
إن مسألة الروح هي من أعظم الأمور والعلامات التي جاء بها العهد السابع، فلا يُعاد ترتيب الروابط الأسرية وفقاً لعالم الأرواح فحسب، بل يكون التشريع المطبق في العهد السابع أيضاً مبنياً على عالم الأرواح. وقد أشار نبي الله عيسى (عليه السلام) إلى العائلة الروحية هذه وإلى كونها ستُطبَّق في المستقبل. ورد في الكتاب المقدس عن عيسى (عليه السلام) ما نصّه:
«وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». فَأَجَابَ وَقَالَ لِلْقَائِلِ لَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟». ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتي. لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».
كشف القرآن الكريم منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام أن الروابط الأسرية الحقيقية مبنية على الإيمان وليس على صلة الدم، حيث قال الله تعالى:
﴿إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾،
وقال الإمام علي (منه السلام):
«الأصدقاء نفس واحدة في جسوم متفرقة».
وقد وضع النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في بداية الإسلام حجر الأساس لهذا النظام الجديد من العلاقات الأسرية، وذلك حينما وضع نظام المؤاخاة بين الصحابة، حيث آخى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بين المهاجرين والأنصار، وفرض عليهم أن يكونوا عوناً لبعضهم البعض، لدرجة أن الأخوين اللذين تمت المؤاخاة بينهما كانا يرثان بعضهما البعض، ولكن هذا الأمر نُسخ لاحقاً بقول الله تعالى في القرآن الكريم:
﴿وَأُو۟لُوا۟ ٱلْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِى كِتَـٰبِ ٱللَّهِ﴾
وتم تأجيله إلى زمن القائم والعهد السابع.
قال لي الإمام أحمد الحسن (منه السلام) ذات يوم: «بني، هل ترى الناس هناك؟»، مشيراً إلى المباني والناس في مدينة بدر بالقاهرة الساكنين في الجهة المقابلة لـبيتنا.
قلت: «نعم».
قال (منه السلام): «بعد ثلاثين سنة من الآن لو جاءهم أحد وقال لهم أن زواج الأشِقّاء محرم من الله لرجموه».
قلت: «يعنى سيكون زواج الأخ من أخته الشقيقة مباحاً كما كان الحال مع إبراهيم وسارة، وإدريس وإيزيس وأبناء آدم؟».
أجاب الإمام (منه السلام): «نعم، الغير مباح هو الزواج من الأشقاء في عالم الأرواح».
سألته (منه السلام): «يعني أفراد الأسرة في عالم الأرواح هم محارم لبعضهم البعض؟».
أجاب الإمام (منه السلام): «نعم».
وقال الإمام أحمد الحسن (منه السلام): «هناك شجرة عائلة في عالم الأرواح وسأجعلك تنشر جزءاً منها في المستقبل».
سُئل الإمام أحمد الحسن (منه السلام) ذات يوم: «ما هو معنى الرواية التي تقول (إن فاطمة تكنى بأم أبيها)؟».
أجاب الإمام (منه السلام): «معناه أن فاطمة الزهراء هي أم محمد في عالم الأرواح».
مرفق في هذه الفقرة جزء صغير من شجرة العائلة الروحية لآل محمد والأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) (الشكل ١). نرى أن الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء (منهما السلام) هما أساس الشجرة. للإمام علي (منه السلام) عدة أبناء منهم آدم ونوح (عليهما السلام)، الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء (منهما السلام) هما زوجان في عالم الأرواح. أما النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فله عدة أبناء في عالم الأرواح، من بينهم ميكائيل والحسين ومريم أم عيسى المسيح (عليهم السلام). وللإمام الحسين (منه السلام) ثلاثة أبناء، يوسف وموسى وزينب (عليهم السلام). ولميكائيل ثلاثة أبناء من بينهم الهمام واليمان. السيدة ليلى التي هي زوجة الإمام الحسين (منه السلام) في عالم الأرواح هي أم النبي عيسى (عليه السلام) في عالم الأرواح وعيسى (عليه السلام) هو أبو حواء (عليها السلام) والتي هي زوجة آدم (عليه السلام) في عالم الأرواح. وزوجة عيسى (عليه السلام) في عالم الأرواح هي مريم المجدلية. لدى موسى (عليه السلام) أبناء من ضمنهم إلياس (عليه السلام) الذي هو زوج نفرتيتي في عالم الأرواح وأبو عمران وسليمان (عليهما السلام). أما يوسف (عليه السلام) فزوجته في عالم الأرواح هي السيدة مريم أم المسيح (عليها السلام)، ولديه ثلاثة أبناء، من ضمنهم مريم المجدلية (عليها السلام). لدى الإمام الصادق (منه السلام) أبناء من ضمنهم إبراهيم (عليه السلام) وهو زوج سارة (عليها السلام) في عالم الأرواح وأبو إسماعيل واليسع (عليهما السلام). وهكذا ترون أن شجرة عائلة الروح يختلف ترتيبها عن العائلات الجسمانية في الأرض. وهذا مجرد نموذج صغير من شجرة العائلة الروحية والتي هي كبيرة جداً بحيث لا يتسع المقام لإدراجها كلها في هذا الكتاب كما أنه لم يحن الوقت بعد للكشف عنها بشكل كامل.
سألت الإمام أحمد الحسن (منه السلام) ذات يوم: «سيدي كرمك جعلني أطمع في سؤال آخر».
قال (منه السلام): «تفضل حبيبي».
قلت: «يكون الرجال في هذا العالم المادي متعلقين جداً بأبنائهم، كيف هي العلاقة بين الأب والابن في عالم الأرواح؟ هل العلاقة أقوى؟».
أجاب الإمام (منه السلام) قائلاً: «لا تقل عن العالم المادي، بل هي أقوى وأفضل».
وفي شرح كيفية إنجاب الأرواح للأرواح قال الإمام أحمد الحسن (منه السلام):
«لكل روح أب وليس لكل روح أم، فالنساء خُلقوا من الرجال، وكما أن لكل إنسان أب في هذا العالم الجسماني فلكل روح أب في عالم الأرواح، ليس بالضرورة أن يكون الأب في العالم الجسماني، فلكل روح أب واحد ونحن جئنا إلى هذا العالم مرات كثيرة، وفي كل مرة الأب والأم والأخوة مختلفون. وهذه هي العلامة التي نعرف بها القائم، الدليل القاطع، حيث قال الإمام الصادق (عليه السلام): «إن الله اختار بين الأرواح في الأظلة ثم أسكنها الأبدان، فإذا خرج قائمنا ورّث الأخ الذي آخى الله بينهما في الأظلة ولم يورث الأخ من الولادة الجسمانية. أعلمه من ذلك، ومن يعلم لا تبقى عليه بينة». وقد جاء قائم آل محمد الآن يحتج عليكم بذلك وهو العليم بآبائكم الحقيقيين وإخوتكم الحقيقيين من عالم الأرواح».
قال الإمام أحمد الحسن (منه السلام): «ولدي إليك معلومة مهمة تخص الروح، روح الإنسان المحمدي تستطيع نسخ روح أخرى لها توأم ونسخة طبق الأصل. أتمنى أن تفهم هذا».
قلت: «مثل محمد وعلي؟».
أجاب الإمام (منه السلام): «نعم وليس لمرة بل لعدة مرات في بعض الأحيان».
قلت: «إذن المهديون هم أرواح الأئمة أو نسخة توأم من أرواحهم».
قال الإمام (منه السلام): «الحمد لله رب العالمين، أحسنت بني».
قلت: «فيكون بعض المهديين أئمة وبعضهم لا، لكن الذين ليسوا أئمة هم نسخة توأم من الأئمة».
قال الإمام (منه السلام): «أحسنت ولدي أحسنت».
قلت: «إذن أبي، أنت الإمام الحسين (منه السلام) وأنا نسخة، فأنا نسخة مِن مَن؟».
أجاب الإمام (منه السلام): «الحسين».
سألت الإمام أحمد الحسن (منه السلام) ذات يوم: «أبي لماذا يسمى أربعة من الأربعة عشر معصوماً (محمد وفاطمة والاثنا عشر إماماً) «محمد» وأربعة يسمون «علي»؟».
فقال لي الإمام أحمد الحسن (منه السلام): «ألا تعرف أم تعرف وتريد أن تعرف؟».
قلت: «لا علم لي إلا ما علمتني، أنت أخبرني أبي، كان لدي إحساس لكن الله أعلم».
قال (منه السلام): «قلت لك من قبل بني أنا أخفيت بعض الأمور تجنباً لكثير من الأمور والأسرار وتجنباً للسؤال حتى لا تُكشف الأسرار».
فسألت: «هل كان كل محمد هو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهل كان كل علي هو علي (عليه السلام)؟».
فقال الإمام (منه السلام): «الحمد لله رب العالمين».
فكبرت أحد عشر مرة وكبر الإمام (منه السلام) ثلاثة مرات.
قلت: «كم عظيم هذا السر!!! كم عظيم هذا السر!!! والإمام الحسن (عليه السلام) هو الإمام الصادق (عليه السلام) وهو الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)؟ وأنت الإمام الحسين والإمام الكاظم والإمام أحمد الحسن (منك السلام)!».
فقال (منه السلام): «نعم أصبت بني».
ومنها علمنا كرات آل محمد (منهم السلام).
ومن كرات الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم):
ومن كرات أمير المؤمنين (منه السلام):
ومن كرات الإمام الحسن (منه السلام):
ومن كرات الإمام الحسين (منه السلام):
كشف الإمام أحمد الحسن (منه السلام) كذلك أن للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والإمام علي والإمام الحسن (منهما السلام) كذلك كرات كمهديين، مثلما للإمام الحسين (منه السلام). كشف (منه السلام) كذلك أن بعضاً من أفضل الأنبياء والمرسلين بُعثوا في هذا الزمان كمهديين، بمن فيهم أنبياء أولي العزم أو أنبياء العهود (آدم، نوح، إبراهيم، موسى، عيسى)، وكشف (منه السلام) عن أسماء وتسلسل المهديين الاثني عشر:
إذن يتضح أن المهديين الاثني عشر هم رجعة ثلاثة من الأئمة وأنبياء العهود الستة السابقة، بالإضافة إلى النبي يوسف وإسماعيل وميكائيل (عليهم السلام). هذه قائمة ببعض كرات باقي المهديين:
كرات أبا الصادق هي:
بعض كرات المهدي الثالث هي:
بعض كرات المهدي الرابع هي:
بعض كرات المهدي الخامس هي:
بعض كرات المهدي السادس هي:
بعض كرات المهدي السابع هي:
بعض كرات المهدي الثامن هي:
بعض كرات المهدي التاسع هي:
هذه مجرد بعض من كرات المهديين، ولم أذكر كل كراتهم لكن اكتفيت فقط بتلك التي أعلن عنها الإمام أحمد الحسن (منه السلام) في هذا الوقت.
سُئل الإمام أحمد الحسن (منه السلام) ذات يوم: «أشعر أن عائلتي غريبة عني، لم أعد أشعر بتواصل مع والديّ ولا بإخوتي، كأنهم غرباء تماماً، لا يهتمون بما أهتم به، ومعتقداتهم تختلف عن معتقداتي ولا يفهمونني بعد أن عرفت كل هذه الحقائق الموجودة في هذه الدعوة».
أجاب الإمام أحمد الحسن (منه السلام): «هذا جزء طبيعي من الارتقاء الروحي. عندما تتحكم الروح أكثر فأكثر في الجسد تبدأ بالشعور بهذا النحو، إنه أمر طبيعي. العائلة البيولوجية ليست العائلة الروحية».
وهذا يذكرني بكلمات النبي عيسى (عليه السلام):
«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا. فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ».
إن إعادة ترتيب العوائل في العهد السابع هي حقيقة واقعة، لأن الإيمان هو الذي يربطنا والرب هو أبونا. وكما قال النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم):
«يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة».