دخل الإمام أحمد الحسن (منه السلام) ذات يوم وقال لي: «ولدي، لدي سؤال لك، لكن سؤال أنا اعتبره مهم جداً. في هذه الدنيا الفانية ما الذي يسعدك منها؟ هل تفرح لشيء فيها؟ سؤالي لك عن أمور الحياة الدنيا دون تدخلها في الدين».
قلت: «لا والله، فقط عندما أسمع منك أو أرى المؤمنين فرحين وبخير، غير ذلك لا يفرحني أموال ولا مبنى ولا دنيا».
قال الإمام (منه السلام): «وفقك الله ولدي. تعلم ولدي، لم أفرح طيلة حياتي منذ نعومة أظافري».
قلت: «سبحان الله أبي».
قال (منه السلام): «أبداً ولم أسعد بشيء ولا أفرح لشيء فيها أبداً لا والله أبداً، لأني أعرف أنها مجرد وهم…».
عندما قال الإمام هذا، أتذكر أنني شعرت بالاختناق، وعيناي كانتا تحترقان من الدموع التي كنت أحبسها. غمرني شعور شديد بالحزن والأسى، فلم أقابل في حياتي مطلقاً شخصاً لم يفرح أو يسعد أبداً بأي شيء في حياته ولو ليوم واحد، وتألمت بشدة للإمام. لم يسعني إلا أن أتخيل في تلك المرحلة من رحلتي مع الإمام أحمد الحسن (منه السلام) حجم العبء الذي كان يحمله.
الدنيا كالحلم: «أنت الآن في حلم»
قال الإمام (منه السلام): «…كم عمرك الآن ولدي حفظك الله تعالى؟».
أجبت: «أنا عمري الآن اثنان وثلاثون».
قال (منه السلام): «ماذا فعلت طوال الاثنين وثلاثين عاماً؟ هل تستطيع إرجاع ثانية واحدة منها؟ لا تستطيع، لا فرحاً ولا حزناً. كم سافرت، وكم أكلت وشربت وتزوجت وأنجبت وحزنت وفرحت وخرجت وضحكت وبكيت وعملت. كله ذهب مع الزمن. الحصاد أين؟ الحصاد فقط في عمل الخير. هو الوحيد الذي سوف يُنجيك وسواه لا ينفع شيء».
سألت الإمام (منه السلام): «أبي، عندما تقول الدنيا وهم، هل الدنيا كالحلم أبي؟».
قال الإمام (منه السلام): «أحسنت ولدي بارك الله بيك».
قلت: «إذن كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا»؟».
فقال الإمام (منه السلام): «أي والله ولدي، إنها حلم. أنت الآن في حلم».
قلت: «أحياناً أكون أكثر يقظة في حلمي وأستطيع التحكم في الحلم (الحلم الواعي)، هل المفروض أن أنتبه حالياً أو أتيقظ في هذا الحلم (حلم اليقظة هذا الذي اسمه الحياة)؟».
أجاب (منه السلام): «هذا الأمر لا تستطيع الوصول له حتى تتيقن أنك في حلم، وإن صحوت منه وانتبهت وتيقنت أنه حلم حينها سوف تموت هنا (في هذه الدنيا)».
هنا أدركت أن الإمام (منه السلام) يقول أنه إذا أدركنا تماماً وبشكل كامل أن هذه الحياة مجرد وهم وليست حقيقة، عندئذٍ سنستيقظ من الحلم أو الوهم، وهذا التحرر من الوهم سيتسبب في استيقاظ عقلنا الواعي في مكان آخر فنزول عن الوجود هنا، أي نموت هنا.
سألته (منه السلام): «تبدو الأمور في هذا العالم وكأنها لعبة فيديو. عندما تقول أن العالم أو الواقع وهم، فهل هو مبرمج مثل الكمبيوتر بأرقام وشفرات؟».
أجاب (منه السلام): «كل شيء مبرمج في هذا الكون لكن فيه خيارات، مبرمج بآلاف الخيارات، تذهب للخيار الذي تريد لكن في النهاية هو مبرمج».
قلت: «تقصد لعبة فيديو مثل الأتاري أو البلايستيشن، مثلما ورد في القرآن الكريم: ﴿وَمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ﴾».
قال (منه السلام): «تقريباً بالضبط أحسنت، خلاص أنت ختمتها بأحسن خاتمة».
سألت: «هل عند الموت يكون الأمر مثل خلع عدسات الواقع الافتراضي حيث يدرك المتوفى فجأة أن ما كان فيه كان مجرد لعبة أو حلم ويجد نفسه فجأة واقفاً في جسد آخر غير الذي كان فيه في هذا العالم؟».
قال الإمام (منه السلام): «أحسنت أحسنت، بوركت بني».
قلت: «إذن الأمر مثل فيلم «الماتريكس» وهناك من يصمم الواقع؟».
قال: «إنه وهم لكن الموجودين به مكلفين».
قلت: «وماذا عن العالم الحقيقي؟ هل هو مثل عالمنا أم هو نسخة أكثر كمالاً منه؟ وهل نكون هناك بنفس شكل أجسادنا الآن؟».
قال (منه السلام): «مهما وصفت لك لن تستوعب لكني سوف أريك هذا يوماً، هذا وعد».
كشف لي الإمام أحمد الحسن (منه السلام) شيئاً في غاية الأهمية عن واقعنا. حيث أكد أن واقعنا هو في الحقيقة برنامج واقع افتراضي، وهو في الحقيقة ليس مكاناً حقيقياً، ولكنه يشبه إلى حد كبير لعبة أو برنامج كمبيوتر، كل حركة ونتيجة فيه مبرمجة بآلاف الاحتمالات. وكشف أيضاً أنه على الرغم من أنها لعبة أو وهم، إلا أنها لها مهندساً أو مصمماً، وتكون لنتيجة أدائنا في هذا العالم الافتراضي عواقب تؤثر على واقعنا في العالم الحقيقي.
«تفاءلوا بالخير تجدوه»
سألت الإمام أحمد الحسن (منه السلام): «أبي لدي سؤال مهم جداً».
قال الإمام (منه السلام): «تفضل ولدي».
قلت: «بما أن كل هذا هو حلم، هل كل الناس الذين نراهم هم بنو آدميين حقيقيين؟ أم ممكن أن يكون بعضهم غير آدمي أو جزء من الوهم أو البرنامج أيضاً؟».
قال (منه السلام): «أنا سوف أسألك، هل حين ترى رؤيا تكون حقيقية أم أنها رؤيا؟».
قلت: «رؤيا».
قال (منه السلام): «طيب هل جربت وضُربت في الرؤيا وصحوت ثم تحسست أو أحسست بأثر الضرب أو حتى السقوط على الأرض؟».
قلت: «أي والله حصل مثل ذلك من أسبوع وكنت سوف أسألك عنه».
قال (منه السلام): «الجواب نعم، إذن هذا واقعي، لكن واقعي دنياوي، واقع الدنيا وعالم الدنيا هو أدنى مستويات العوالم الموجودة والمحيطة لكنه وهم بالنسبة لباقي العوالم، وهو واقع لهذا العالم، لكن ممكن أن تجلس وتتحدث مع البعض وتظن أنهم بشر لكنهم ليسوا كذلك، ربما أجناس أخرى من خليقة الله، لكنك لا تعلم».
قلت: «يعني توجد كائنات غير الجن تتمثل في صورتنا وهم في أوساطنا مثل الكائنات الفضائية أو أو».
قال (منه السلام): «ولا تستطيع أن تميزهم عن البشر العاديين، لكن ربما من العيون أو بعض التصرفات تحس أنهم غير طبيعيين، وأحياناً تتحدث مع نفسك ولا تشعر».
أكد الإمام (منه السلام) أنه كما هو الحال في لعبة الفيديو، فإن بعض الأشخاص الذين نلتقي بهم يومياً، هم في الحقيقة مجرد صور رمزية (افاتار) لشخصيات يتحكم فيهم لاعبون، والبعض الآخر هم عبارة عن شخصيات غير قابلة للعب، أو شخصيات صُممت فقط كجزء من «الماتريكس» أو المصفوفة أو العالم الإفتراضي، أشخاص غير حقيقيين، بل وهميين، حالهم كحال الأشجار أو السماء أو الرمال، فهم مجرد وهم. وذكر أيضاً أن الكائنات التي هي من عوالم أخرى مثل الملائكة والشياطين والجن والفضائيين وأنواع أخرى من الحياة الذكية قادرة على الدخول والمشاركة في هذه اللعبة واللعب كشخصيات فيها، وفي معظم الحالات تلعب هذه الكائنات بشخصية بشر ولكن العقل الواعي وراء تلك الصورة الرمزية هو لغير بشر.
سألت الإمام (منه السلام): «أبي ما هذا الواقع الذي نعيش فيه؟ هل هو أفكارنا؟ أم أن أفكارنا تشكل الواقع؟ هل هو وهم من صنع الأفكار؟ هناك رواية بعنوان «الغريب الغامض» تقول فيه الشخصية الرئيسية وهي إبليس: «لا يوجد شيء سوى فضاء خالي - وأنت…وأنت لست أنت - ليس لديك جسد، ولا دم، ولا عظام، أنت مجرد فكرة». أنت قلت أننا نعيش في حلم أو وهم والأحلام من صنع أفكارنا أليس كذلك؟».
أجاب (منه السلام): «نعم بني، كل شيء تستطيع أن تصنعه».
قلت: «بالتخيل؟».
قال (منه السلام): «لا، ليس بالتخيل، صناعة. أستطيع أن أعطيك مثل، الوحي أو الفكرة المفاجئة التي تأتي لك».
قلت: «ماذا عنها؟».
قال (منه السلام): «هذه ولادة الأمور، الأشياء أنت من يولدها، ألم تسمع مثلاً (تفاءلوا بالخير تجدوه)؟ والعكس صحيح».
يقول الإمام (منه السلام) هنا أنه على الرغم من أن أفكارنا ليست هي التي صنعت هذا «الماتريكس» أو المصفوفة التي نعيش فيها (العالم الإفتراضي)، إلا أننا من خلال خواطرنا وتوقعاتنا وأفكارنا نؤثر إلى حد ما على الأحداث التي نواجهها في هذا الواقع.
قلت: «لكني أقصد وجوه الناس هذه، والألوان والأشكال الموجودة. لو نظرت مثلاً إلى اللون الأخضر وأسميته أخضر، هل ممكن أن يراه آدم (عليه السلام) برتقالي؟ لكن في عقله البرتقالي أخضر؟ أم أننا ننطق نفس الكلمة لوصف شيئين مختلفين؟ هل يرى جميع البشر الواقع بنفس الطريقة أم أننا نرى الواقع من خلال عدسة عقولنا وكل منا يرى صوراً كوّنها عقله؟».
قال الإمام (منه السلام): «الآن أنت تحب شخص وآخر لا يحبه، مع العلم أنكم لأول مرة تروه أي ليس عندكم معرفة سابقة معه. لماذا أنت تحبه وهو لا؟».
قلت: «هذا هو السؤال، هل يرى كلانا نفس الشيء ونفس الشخص؟».
قال الإمام (منه السلام): «كل واحد منكم يرى شيء وليس الجميع متفق فيما يرى. هذا جواب سؤالك. أعني أنك صح».
قلت: «سبحان الله، إذن كلها مصطنعة من عدسة العقل».
قال الإمام (منه السلام): «نعم، سوف أعطيك شيء صغير أجعلك تفكر به إلى أن نلتقي مرة أخرى…هل العين البشرية ترى الأشياء على حقيقتها؟ أم ترى ما يفسره لها الدماغ؟ وهل الفاقد لعقله أي المجنون يرى مثلما يرى العاقل، أم أنه يرى أمور أخرى ولماذا؟ يعني هل المجنون يرى التفاحة الحمراء تفاحة حمراء أم يراها قنفذ؟ وهل المجنون يعرف أنه مجنون؟».
قلت: «مثل ما يحدث عندما يرى الإنسان شخصاً في الظلام وعندما يقترب يرى أنها مجرد ملابس؟».
قال (منه السلام): «فكر فيها وتأمل فيها وتمعن حتى أراك».
أكد لي الإمام (منه السلام) أن الواقع الأساسي يختلف من شخص لآخر، وتختلف مظاهر الألوان والمادة والأشياء باختلاف الأشخاص، وتختلف معاني الكلمات باختلاف الأشخاص، ولهذا السبب تختلف أذواقنا وآراؤنا.
«أنا الدنيا من يركض خلفي يسقط»
كلمني الإمام أحمد الحسن (منه السلام) في يوم من الأيام وقال لي:
«أَخْبِرْ المؤمنين أن يبتعدوا عن الدنيا الفانية الوهمية فإنها والله وهم ولا قيمة لها فلا تغركم، سوف أقص عليك عبرة تقصها على اخوانك لعلهم يتعظون منها، كان هناك ولد وحيد، الأب غني، قد أتى في يوم من الأيام إلى والده فقال لوالده: «أبتي قد عشقت فتاة في غاية الجمال وأريدك أن تخطبها لي» ففرح الأب وقال لولده: «لنذهب ونخطبها لك بني»، فذهب الأب والابن إلى بيت البنت الجميلة وحين طلب الأب أن يرى البنت، أتت فتعجب وانبهر بها جداً وبجمالها وأعجب بها فطمع بها وقال لولده: «بني هذه المرأة لا تنفعك فإنها جميلة جداً وتستحق رجل غني ومتمكن يستطيع إسعادها، أنا سوف أتزوجها» فاختصم الأب والابن خصاماً شديداً، فذهبا إلى مركز الشرطة عند الضابط يحتكما هناك فقال الضابط: «إذن نستدعي الفتاة ونسألها من تريد»، فأرسل الضابط في طلب الفتاة، وحين جاءت انبهر وتعجب الضابط بحسنها وجمالها فقال الضابط للأب والابن: «هذه المرأة لا تنفعك أنت ولا أنت، هذه تنفع رجلاً ذا جاه وسلطة وقوة ومال، أنا الذي سوف أتزوجها»، فاختصما وعلت الأصوات والصياح فسمع المحافظ الموجود في تلك المدينة أن هناك مشكلة فطلب الحضور أمامه لمعرفة ما هذا الأمر، فأتى المختصمون جميعهم الأب والابن والضابط إلى المحافظ فقال المحافظ لهم: «لنرى هذه الفتاة التي فعلت بهم هذا» فأرسل في طلبها فحين حضرت الفتاة صعق المحافظ لشدة جمالها وعلى نفس حال المختصمين اختصم الجميع على هذه الفاتنة فذهب الجميع عند الملك وقصوا القصة له ومثل العادة طلب الملك حضور الفتاة وحين شاهدها قال: «هذه لا لك ولا لك ولا لك، هذه لا يستحقها إلا ملك البلاد ليجعلها تعيش كأميرة» واختصما وهنا قالت الفتاة: «أنا عندي حل»، فقالوا: «ما هو حلك؟». قالت: «سوف أركض وأنتم اركضوا خلفي ومن يمسك بي أولاً سوف أكون له ملكه وحده وأتزوجه» فوافق الجميع وبالفعل ركضت الفتاة الحسناء وركض الجميع خلفها، وفجأة سقط الجميع الأب والابن والضابط والمحافظ والملك في حفرة عميقة فرجعت الفتاة إليهم وهم في الحفرة فقالت: «أنا الدنيا من يركض خلفي يسقط في حفرة القبر وهو لا يشعر ومليء بالذنوب».
ثم قال الإمام (منه السلام):
«فاتركوا هذه الدنيا أبنائي فوالله لن تشعر بنفسك وها أنت ترى أن عمرك قد فات وهرمت وأنت مليء بالذنوب والفواحش ولم يبقَ لك سوى المرض والذل والمهانة وفقكم الله، أي والله هي دنيا فانية وهمية لا قيمة لها وإني أرى البعض هذه الأيام يحاول الذهاب خلف هذه الحسناء، الدنيا مثل امرأة متبرجة إن غسلت وجهها من تبرجها ظهرت عيوبها ومقابحها».
ولأن الواقع غير حقيقي، فإن إهدار العمر في الركض وراءه والقلق بشأنه هو مثل الشخص الذي جلس يلعب لعبة فيديو وفي اللعبة ماتت عائلة الشخصية التي يلعب بها فقضى حياته الحقيقية يبكي على ما حدث في اللعبة. سيكون هذا مضيعة للعمر لأنها وهم وليست حقيقية. الدنيا نفس الشيء ولذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن الدنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة.
«وانطوى بك العالم الأكبر»
سألت الإمام أحمد الحسن (منه السلام): «عندما ننظر من خلال المجهر إلى خلايا الجسم، نرى ما يبدو وكأنه عوالم ومخلوقات وكواكب وأشياء تشبه الفضاء والكواكب والنجوم».
فقال (منه السلام): «أتحسب نفسك جرما صغير وانطوى بك العالم الأكبر».
قلت: «سبحان الله إذن هنا أبي السؤال…أين نحن؟ هل نعيش داخل خلية جسم ضخم؟».
أجاب (منه السلام): «عالم داخل عالم إلى ما لا نهاية».
أذهلني الجواب وقلت: «هل نحن بداخل إنسان؟».
أجاب الإمام (منه السلام): «أنت متفائل جداً، أي إنسان؟ كل هذا داخل خلية صغيرة».
قلت مندهشاً: «هذا الكون كله داخل خلية واحدة؟؟ خلية من ماذا روحي لك الفداء؟».
رد الإمام (منه السلام) وقال: «خلية فوق ظهر بعوضة صغيرة لا يؤبه لها».
قلت: «فوق ظهر بعوضة؟».
قال الإمام (منه السلام): «نعم».
خَرَرْتُ ساجداً لله مباشرة و أطلت السجود، وعندما قمت قلت للإمام (منه السلام): «ياااااااااه كل هذه الحروب والقتل وكل هذا الركض وراء السلطة، وكل ذلك في النهاية من أجل خلية فوق ظهر بعوضة يااااااااااه».
ابتسم الإمام (منه السلام) فقلت: «هل هذا معنى الآية القرآنية: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَسْتَحْىِۦٓ أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾؟».
أجاب الإمام (منه السلام): «نعم بالضبط».
قلت وقد تملكني الذهول: «سبحان الله ما هذه العظمة، هذه قطعاً أعظم ليلة، ما أعظمك!».
قال الإمام (منه السلام): «بوركت بني».
«وأعلوا كلمة الله فيه وانتصر»
قلت: «وأبي، مثلما لدينا بعوض هنا ومع ذلك نحن بداخل خلية بعوضة ضخمة، هل توجد كذلك نسخ ضخمة منا كبشر في ذلك العالم الذي توجد به البعوضة؟».
أجاب الإمام (منه السلام): «نعم يوجد».
سألت: «من الحقيقي؟ نحن أم هم؟ ماذا يفعلون هناك؟ قيام ودولة عدل وهذه الأمور التي نفعلها هنا؟».
قال (منه السلام): «بني لا تغوص في هذه العوالم تتعب، دعك في هذا العالم وأعلوا كلمة الله فيه وانتصر».