دين السلام والنور الأحمدي هو الدين الذي تنبأ آل بيت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بمجيئه في آخر الزمان، إنه الدين الذي أشاروا إليه في روايتهم بـ «الدين الجديد» والذي يأتي به الإمام المهدي وقائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ويملأ به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
قبل ٢٣ عاماً ظهرت في الأفق بوادر تحقق تلك النبوءة العظيمة، وذلك عندما ظهر الإمام أحمد الحسن (منه السلام) في عام ١٩٩٩ في البصرة بالعراق واحتج بأنه رسول من الإمام المهدي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الناس كافة وأنه اليماني الموعود الذي أخبر به آل بيت محمد في رواياتهم.
بدأ الإمام أحمد الحسن (منه السلام) بإقامة أعمدة هذا الدين من خلال إعادة إحياء علاقة البشر بربهم، وجاء بحقيقة لم يسبقه بها أحد، حيث أخرج للناس خارطة طريق كان قد وضعها لنا الله منذ الأزل، خارطة يعثر بها البشر على طريقهم إلى الله من جديد، وهي «قانون معرفة الحجة».
قانون معرفة الحجة هو قانون مستنبط من القرآن الكريم وقصة الخلق الأولى، وينص على أن الرسول الإلهي في كل زمان يعرف بثلاث خصال، أولاً أن يكون معيناً من الله ومُبَشَّر به على لسان نبي أو رسول سابق، ثانياً: أن يكون عالماً بكل شيء وممتلكاً للعلوم الإلهية، وثالثاً: أن يدعو إلى الله وإلى حاكمية الله، أي أن الله وحده هو من ينصب الخليفة أو الحاكم.
لم يستوف أحد هذه الشروط الثلاثة في هذا الزمان سوى الإمام أحمد الحسن (منه السلام)، فقد خرج محتجاً بكتاب من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهي وصيته المقدسة المذكور فيها اسمه واسم وصيه والممهد له وابنه الروحي عبد الله أبا الصادق (منه السلام):
«ثم يكون من بعدهِ إثنا عشر مهدياً فإذا حضرته الوفاة فليُسلَّمها إلى إبنهِ أول المقربين له ثلاثة أسامي: إسم كإسمي وإسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والإسم الثالث: المهدي».
وهكذا كان أصحاب الوصية هم أصحاب هذه الدعوة المباركة، مع كون المؤسس والقائد الفعلي لهذا الدين هو أبا الصادق عبد الله هاشم (منه السلام) وهو قائم آل محمد (منهم السلام). وهكذا أصبحت هذه الوثيقة المقدسة القاعدة الراسخة التي يرتكز عليها هذا الدين وأصبح دين السلام والنور الأحمدي صاحب الصوت الوحيد الذي ينادي بحاكمية الله في الأرض ونبذ حاكمية الناس (اختيار الناس للحاكم أو الخليفة) وما نتج عنها من خراب وفساد وظلم للبشرية جمعاء، وبات دين السلام والنور الأحمدي منبعاً للعلوم الإلهية التي لم يأت بها أحد من قبل والتي أفاض بها الإمام أحمد الحسن ووصيه أبا الصادق عبد الله هاشم على البشرية.
وفي يوم ٢٣ من يناير عام ٢٠١٥ كانت هذه الدعوة هي الوحيدة التي بشرت العالم بتحقق وعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بظهور الإمام المهدي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم هلاك عبد الله حاكم الحجاز حينما قال:
«يحكم الحجاز رجل اسمه على اسم حيوان إذا رأيته حسبت في عينيه الحول من البعيد وإذا اقتربت منه لا ترى في عينيه شيئاً يخلفه أخ له اسمه عبد الله ويل لشيعتنا منه (أعادها ثلاثاً) بشّروني بموته أبشّركم بظهور الحجّة».
وهكذا كنا نحن الوحيدون الذين أعلنا ظهور الإمام المهدي في هذا التاريخ وانتهاء غيبته ورفع الرايات السود المشرقية على يد قائم آل محمد أبا الصادق (منه السلام).
انجذب لهذا الدين مؤمنون من كل مناحي الحياة ومن جميع الأعراق والخلفيات والجنسيات والبلدان، وهو مظهر من مظاهر الدور الذي يلعبه هذا الدين وقائده في توحيد البشر تحت راية واحدة ورب واحد وحق واحد كما أخبرت الروايات، فهذا الدين لا يعرف التفرقة ويرحب بكل البشر، أياً من كانوا.
وتتجلى هذه الحقيقة أيضاً في العهد الجديد الذي بشر به هذا الدين وهو العهد السابع والأخير الذي يقيمه الله مع الأرواح، والذي يقر هذا الدين من خلاله بكل العهود السابقة ويوحد به كل الأديان، إنه العهد الأكمل والأبدي والذي يشمل الكون بأسره.
ومن جملة ما نؤمن به في العهد السابع أننا في آخر الزمان، وأن الأرض لا تخلو في كل زمان من قائد إلهي يكون معيناً من الله ويعمل بأمره، كما نؤمن بتناسخ الأرواح وبرجعة الأنبياء والمرسلين والصالحين في هذه الكرة لنصرة وإعانة الإمام المهدي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مهمته، كما أخبر آل البيت (منهم السلام) في رواياتهم.
أما المهمة التي يقوم عليها هذا الدين فتتمثل في إقامة دولة عدل إلهي يسود فيها العدل والخير للبشر أجمعين وينقضي منها الشر والظلم والطغيان، دولة يكون الحاكم فيها هو الله وخلفاؤه الذين يعينهم هو، دولة سعى لبنائها ومهد لها الأنبياء والرسل والأوصياء في زمانهم وتتحقق في هذا الزمان على يد القائم وصاحب هذا الدين، فيتوج بها كل جهودهم ودماءهم وتضحياتهم.