قال الإمام أحمد الحسن (منه السلام) في خطابه عن قصة لقائه بالإمام المهدي (صلى الله عليه وآله وسلم):
«وبعد هذا اللقاء توالت لقاءاتي معه (عليه السلام) وقد وضح لي كثير من الأمور ولكنه لم يأمرني بتبليغ شيء لجهةٍ معينةٍ أو لشخصٍ معين بل كانت توجيهات تخصني وتؤدبني وتسلك بي إلى محاسن الأخلاق الإلهية».
وهكذا كانت رحلتي مع الإمام أحمد الحسن (منه السلام)، رحلة شهدت فيها تأديب الإمام لي واستخراجه لمحاسن الأخلاق الإلهية من داخلي. وهكذا فمن المهم لكل من يقرأ هذا الكتاب المقدس ويؤمن حقاً بهذا الدين، ويسعى لأن يجعل بدنه وعاءاً طاهراً تسكن فيه روح طاهرة، أن يسعى إلى تأديب نفسه. ذات يوم أساء إليّ أحد المؤمنين إساءة كبيرة، ووصل الأمر إلى الإمام أحمد الحسن (منه السلام).
قال الإمام (منه السلام): «سوف أرد لك حقك، وأنت تعرف أباك حين يرد الحق لأصحابه، بني أريدك أن تعرف معنى يوسف، يوسف يعني الأخلاق الحميدة، الصبر، القوة، الإرادة، الحب، الشفقة، الرحمة، قتل الأنا، النبل، الطهر، العنفوان، سعة الصدر، الطاعة لله، العبد الفقير الحقير لله».
قلت: «هل تجد هذه الصفات في أبي؟».
قال الإمام (منه السلام): «كلها فيك، وجزء منها لم تستعمله بعد، أنا أربيك، أربي شبلاً أريده أن يبلغ ويكون أسداً، حين أضع رأسي على التراب أخلد وأنا مطمئن أني ربيت وخلقت أحمد الحسن الذي خلقه محمد (صلى الله عليه وآله)، ربيتك كما رباني أبي، لا تتأثر وتتضايق، الأب الصالح حين يريد أن يربي ابنه يضغط عليه حتى يُخرج منه رجل يتحمل المسؤولية».
قلت: «حسناً، أعطني فرصة أخرى (لكي أكون صبوراً)».
قال الإمام (منه السلام): «بني، الفرصة مفتوحة، من قال لك يا عبد الله أني أغلقت الباب؟ بابك مفتوح، ولن أتركك حتى أرى ما أريد أن أراه، أن يرى العالم عظمة يوسف بأخلاقه، بعطفه وحنانه، برحمته، بحكمته، بقوته بكل شيء».
قلت: «أنا أحاول أن أكون أحمد الحسن»، ثم أخرجت كتاباً أسود مليء بالكتابة بخط يدي، وقلت: «هذا كتابي، كتبته بخط يدي، وفيه كل حكمة سمعتها منك».
قال الإمام (منه السلام): «ما شاء الله تعالى، أحسنت، أحسنت بني، أحسنت، لا أرى في تربيتك إلا سعادة. أنا سعيد ولا أكلّ ولا أملّ من هذا، وإني على ثقة أنك سوف تكون ما يريد الله، وعلى ثقة أني أستطيع أن أجعلك ما يريد الله، فانهض كما نهضت سابقاً وتغيّرت فأنت قادر وعندك قابلية عظيمة والله في التغيّر، وهذا يُحسب لك أيها الحبيب. الآن اذهب وأخبر الناس أن هؤلاء ربما جاهلين في بعض الأمور أو لا يعلمون وأنك صليت واستغفرت لهم».
قال الإمام (منه السلام):
«أريد شيئاً مهماً جداً. أريد أن يتعلم المؤمنون أخلاق أهل البيت وتربيتهم وطبيعتهم حتى يصيروا فعلاً خير أمة أُخرجت للناس. التربية أهم من العلوم، الأخلاق فوق كل شيء، العلوم تُعطى في أي وقت كان، لكن التربية إن تربى الإنسان تربية خاطئة صعب جداً تقويمه، مثل الشجرة إن نبتت وكبرت على اعوجاج فصعب جداً تقويمها، الكل يعمل للواحد، لا توجد حساسية بين فلان وفلان منكم، الكل يجب أن يكون تلقائياً على استعداد أن يساعد الكل، المؤمنون يجب أن يكونوا مثل خلية النحل، كلكم يُنّبه أخيه عن غفلة أو سهو أو خطأ، لا يوجد حرج بينكم، كلكم واحد، إذا أخطأ أحد منكم فالعيب على الكل. أنا أريد أن يرى الناس في أنصاري أنبياء ورسل حقيقيين، في أخلاقهم وكل شيء، مثل ما قال شخص صديق لآدم (عليه السلام) لما التقى بحميد رضا، قال هذا الرجل نبي [وأشاد بأخلاقه]، المفروض الناس هكذا تتحدث عن أنصاري، ولا أرضى بأقل من هذا، إن وصلت معهم إلى هذه المرحلة فهذا يكفيني ويكفيهم، لأنهم بعد ذلك هم من أنفسهم سوف يكونون أفضل من الأنبياء في أخلاقهم، أريد الكل مع الكل هكذا، مع القريب والغريب، والزوج مع الزوجة والزوجة مع الزوج، سراً وعلناً، بنفس الأخلاق والتصرفات، لا يختلف مع صغير أو كبير».
قال الإمام (منه السلام):
«حتى لو كانت أموال الفرد الشخصية، المؤمن يجب ألا يصرف الأموال على كيفه أو يشتري بها أشياء وأمور ليست ضرورية أو ترفيهية ويشتري شيء غالي وباهظ الثمن، مؤكد لا، أنا نفسي من يقول المؤمنون عني أن كل شيء ملكي لا أعطي لنفسي الحق أن أفعل ذلك. الإنفاق الذي يكون من ضمن المعقول أسميه أنا الصرف الأخلاقي أو الإنفاق الأخلاقي. لابد أن يفكر كل إنسان بغيره ويفكر أن هناك مئات الملايين، بل أكثر من هذا يتضورون جوعاً ولا يجدون لقمة ولا يجدون ما يكسوهم في برد الشتاء ولا يجدون سقفاً يحميهم من جور وظلم بني آدم، ليس لي علاقة بأي دين يدينون وأي عقيدة يتبعون فهم لا يدرون ولا يعلمون وهذا حسابه على جنب، عندي المهم أن هناك نفساً تجوع، فلابد من التفكير بهؤلاء لأنهم يوماً ما سوف يكونوا أنصاراً أشداء على الكفار والمنافقين وأخوة لكم».
قال الإمام (منه السلام):
«لا ينفعكم في هذا الدين سوى أمرين ومن دون هذين الأمرين صعب أن تبقوا ثابتين وهو الصبر ثم الصبر ثم الصبر ثم التسليم. التسليم من أسهل ما يجعل الإنسان يسير على الصراط المستقيم وهو من أصعب الأمور التي إن لم تسلم لها يكون تأثيرها سلبي على حياة الإنسان إلى أن ترميه إلى التهلكة والعياذ بالله العظيم».
قال الإمام (منه السلام):
«الإحساس بالتقصير إحساس كل مؤمن، حتى الإمام المهدي (ع) يقول أنا مقصر. أنا أحس بتقصير رهيب لا يدعني أنام الليل والحمد لله رب العالمين، كلنا مقصرون ولدي تجاه الله لأنه يعطينا الكثير ولا نعطيه نحن إلا القليل، والقليل الذي نعطيه ليس منا بل كله بفضله فلا فضل لنا».
قال الإمام (منه السلام):
«يجب أن يكون بني آدم المؤمن في تَعالٍ مستمر، لا يقف عند حد، بل يطلب المزيد في كل حال وحين، دائماً وأبداً رددوا هذا، أن لا حول ولا قوة إلا بالله، وليكن هذا دستوركم في كل مجالات حياتكم، سوف تكونون أسعد البشر، لكن لا تقولها باللسان فقط، قلها في قلبك وعقلك وكن مؤمناً بها قولاً وفعلاً».
قال الإمام (منه السلام):
«إن أصاب [في تفسيره] فلن يؤجر وإن خاب يؤثم».
قال الإمام (منه السلام):
«علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان دائماً يتمنى أن تكون رقبته طويلة حتى قبل أن يتحدث بكلمة إن كان فيها خلل أو خطأ يستطيع إعادتها وإصلاحها، وكان عليه الصلاة والسلام لا يقول جملة أو كلمة إلا إذا طرحها على نفسه وأخذ سلبياتها ودرسها، وإيجابياتها ودرسها، ثم يقرر هل تنفع أن يطرحها أو لا، فنجده (عليه السلام) حكيماً ومتكلماً وبليغاً وكل كلمة ينطقها فيها الحكمة والموعظة التي لا تنتهي فوائدها».
قال الإمام (منه السلام):
«ليس من صفاتنا الخوف. المؤمن لا يخاف إلا الله سبحانه وتعالى، من كان مع الله لا يخاف، بُعدك عن الله يشعرك بالخوف، قربك منه يعطيك الإحساس بالأمان».
قال الإمام (منه السلام):
«أحمد الحسن لا يريد في ركبه مؤمن متخاصم مع أخيه، من يتخاصم مع أخيه لا يقول أنه من أنصاري ولا أريده، الكل يحب الكل والكل يحافظ على الكل، والكل يُقدّم الكل على نفسه، والكل يُقدّم عيال الكل على عياله، الكل أمامي وأنا الأخير. ليكن شعاركم هذا، لا آخذ حتى يأخذ أخي، لا آكل حتى يأكل أخي، لا ألبس حتى يلبس أخي، أنام جائع وينام أخي مرتاح، أنام على الأرض وينام أخي في فراش دافئ، أموت ويحيى أخي، إذا لم تكونوا هكذا وأكثر فوالله والله والله، لن يتحقق العدل حتى يتحقق بينكم أولاً، وهذا العدل والإنصاف يجب أن يبدأ من داخل أنفسكم أيها المؤمنون».
قال الإمام (منه السلام):
«ليس عيب أن يخطئ الإنسان ثم يكتشف إنه أخطأ، العيب هو من يعرف أنه مخطئ ويبقى متمسك بخطئه».
قال الإمام (منه السلام):
«العمل عبادة. اعملوا واعملوا واعملوا حتى انقطاع النفس. من يقول الرزق على الله وهو نائم في بيته وغالق بابه لن ينال قطعة رغيف صغيرة لكن من يقول الرزق على الله ثم يستيقظ مبكراً متوكلاً ذاهباً محتسباً بحثاً عن عمل سوف ينال على الأقل ما لم يتوقع من رزق».
قال الإمام (منه السلام):
«لا أعدكم براحة في الدنيا أبداً حتى آخر نفس، لكن أنا أضمن لكم الجنة والفوز العظيم».
قال الإمام (منه السلام):
«الزواج واجب على الكل».
قال الإمام (منه السلام):
«أسأل الله لك ولإخوتك الصبر فيما سوف ترون وتسمعون، لا راحة في الدنيا ولدي، الكلام الجارح أسوأ من السيف وأسوأ من السجن، والاتهامات الباطلة القذرة النجسة أسوأ من الموت، اصبروا، إن الله مع الصابرين، فاصبروا فإن الله مع الصابرين المجاهدين. لا تَنْسَ هذا ولدي، الصبر، سوف يقولون عنك الكثير لكن سوف تُكتب من الفائزين إن شاء الله عز وجل».
قال الإمام (منه السلام):
«من يريد الوصول سوف يصل، ومن لا يريد الوصول سوف لن يصل، كن تكن، نم تنم. نصيحتي لكم دائماً وأبداً الظن بالله خيراً دائماً، والظن دائماً أن الله لا يضل عباده الصالحين والصبر ثم الصبر ثم الصبر، من عمل بهذا والله لن يخرج من هذه الدنيا إلا وهو سعيداً راضياً مرضياً. نحن لا نملك شيء ولدي، كل شيء لدينا هو أمانة، أموالنا، أولادنا، أجسادنا، أرواحنا، كلها أمانة لدينا، كله لله تعالى، هو مالك الملك. نقي قلبك من الداخل ستعرف كما أعرف، انفض بقايا الدنيا من قلبك وطهر باطنك، وتمنى ما تتمناه لنفسك لأخيك ولكل البشر، واجعل نفسك أول من يعطي وآخر من يأخذ، روضها وأدبها واعلم بأن الله يسمع ويرى ما في القلب، اللسان لا يقدم ولا يؤخر».
قال الإمام (منه السلام):
«إذا كان برضا أصحابها دون حرج أو حياء، لأن المأخوذ حياءاً كالمأخوذ غصباً فيجب أن يكون برضا تام».
قال الإمام (منه السلام):
«المؤمن قد يفعل أشياء كثيرة ولكن المؤمن لا يكذب. أكثر شيء أكرهه هو الكذاب. الشخص الذي يكذب يمكنه فعل أي شيء، يمكنه أن يسرق، يغش، يزني، يقتل».
قال الإمام (منه السلام):
«الاعتراف بالخطأ فضيلة، حين يخطئ الإنسان ويعترف بخطئه يسامحه الله تعالى، لكن يجب أن يكون هذا الخطأ غير متعمد يعني لا يخطئ متعمداً، ثم يأتي ويعترف بذلك، هذا يسمى نفاق».
قال الإمام (منه السلام):
«بني، نحن أولياء الله وآل بيته، من صفات هذا البيت الشجاعة والسماح والصفح».
قال الإمام (منه السلام):
قال الإمام (منه السلام):
«أريدك يا بني أن تفهم أمراً مهماً جداً سوف تحتاجه في حياتك ومسيرتك الإلهية وفي تقويم هذا الدين والمسؤولية التي وقعت عليك في هذا الأمر العظيم، أن تفهم أمراً وهو: لن تعرف شيئاً دون أوانه، كل أمر وكل شيء له تاريخ ووقت محدد حدده الله سبحانه، وهو على التأكيد والإطلاق الوقت الأفضل والأحسن، وخلافه سوف تكون أنت الخاسر وربما ظننت أنك الرابح إن تقدمت، فقط توكل على الله وسلمه أمرك وسترى أن السماوات والأرض تُفتح لك وتنبسط لك، لا أمنعك من التفكير، وأنا أقول لك لا تتوقف عن التفكير أبداً، هذا التفكير قطعاً سوف ينفعك حين يأتي أمر الله وتستفيد منه لأن الله عز وجل دائماً يعطي الرموز. فبتفكيرك القديم الذي كوّن عندك عدداً من الأفكار سوف تستطيع فك هذه الرموز بعد التوكل على الله، والتفكير هو تمرين للدماغ، مرّن دماغك وفكر واكتشف ولا تقف عند هذا أبداً، لكن اعلم أن لكل أمر حين، أنا هنا لأربيك وأعلمك وأجعلك مهيأ لأمر ربك والمهمة التي جعلها الله على عاتقك، لن تضيع ما دام الله العزيز القيوم موجود، لا ضياع في وجود الله عز وجل ومن استعان بغير الله ذل، خذ قوتك وطاقتك من الله عز وجل وضع الله دائماً بين عينيك، دائماً في قيامك وقعودك ومأكلك ومشربك وكل شيء، الله عز وجل هو الذي يستحق العبادة ويستحق التوكل عليه لأنه الخالق العظيم الذي يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار إلا ما شاء هو».
قال الإمام (منه السلام):
«ليس من الرجولة أن يتخلى المرء عن أصحابه، بل لا تتخلى عن أحد ساعدك في يوم من الأيام».
قال الإمام (منه السلام):
«بني بمجرد أن يتخلى الناس عن الأنانية وبمجرد أن يُقدّموا الآخرين على أنفسهم، سوف يكون العالم عالم نور ولن تجد فيه فقيراً ولا محتاجاً ولا جائعاً ولا خائفاً. هذا أهم شيء على البشر أن يفعلوه، تقديم الآخرين على أنفسهم، أخي أولاً ، أختي أولاً».
قال الإمام (منه السلام):
«لن أسامح أي شخص، كائن من يكون، يتعدى على أخيه المؤمن، ومن يفعل هذا لن ينال رحمة الله، وسوف تمسه نار الله، بل سوف يُحرق بها إلى أبد الدهر. أريد أن أرى الكل يتعامل مع الكل على أنهم جميعاً أحمد الحسن، على أنهم جميعاً أبا الصادق، لا أرضى بغير هذا، بل لا أقبل بغير ذلك».
قال الإمام (منه السلام):
«أنا أوبخ وأعلمك، والولد لا يكون رجل إلا بالقسوة، إذا كان عندك ولد تريد أن تربّيه، فيجب عليك أن تَقْسُو عليه، ليكون رجل تستطيع أن تعتمد عليه، ويعتمد هو على نفسه، مهما قسوت عليك مهما كان أنت حبيبي، إن لم أقسُ عليك يوماً فأنا لست راضياً عنك، إذا كنت أريدك كما أريد فيجب أن تتحمل، يجري لك ما تريد، اُقْسُ عليهم [المؤمنين] لمصلحتهم، الأب اللين مع أبنائه ليس أباً صالحاً ومربياً قوياً، فلهذا لابد أن أقوّمك وأغضب عليك وأضربك أحياناً حتى أخرج منك رجلاً قادراً على كبح قوة وبطش الزمان».
1. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن رحمة الله سبقت غضبه.
2. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أنه رجل وأن الرجولة ألا تتخلى عن أصحابك.
3. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) ألا أخاف منه، ولا يخاف منه إلا أعداؤه.
4. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أنه إن كنت فظاً غليظ القلب، لَانفَضُّوا من حولك.
5. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن الله يحب ستر ذنوب الناس وعيوبهم لدرجة أنه سبحانه جعل الإنسان على نفسه رقيباً وحسيباً.
6. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن أفضل طريقة لقيادة الناس هي أن تقودهم دون أن يشعروا أو يعلموا أنك تقودهم، وأن تعلمهم دون أن يشعروا أنك تعلمهم.
7. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن الله أرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر رسولاً إلى الشعوب، وأن الثلاثمائة وثلاثة عشر كادوا أن يُمحوا، كل من كُلّف بحمل رسالة إلهية إلى قوم معين كاد أن يُمحا، تدبروا في ذلك وأنتم تتعاملون مع الناس.
8. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) الصبر وألا أهرب من رعيتي أو أتخلى عنهم حتى وإن حاولوا أن يحاربوني أو يسجنوني أو يقتلوني.
9. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن أنظر إلى الناس بعين المحبة، فمن ينظر إلى الناس بعين المحبة لا يرى سوى الخير، ومن ينظر إلى الناس بغير ذلك يرى عيوب.
10. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أنه أن يكون لديك أنصار بلا أخلاق لكن ينصرون الله أفضل من أن يكون لديك أنصار أتقياء لكن لا ينصرون.
11. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن الرسول يحتاج إلى التأديب أحياناً أكثر مِن مَن أُرسل إليهم. فقد رحم الله أهل نينوى بينما ابتلع الحوت يونس (عليه السلام). وقد رحم الله بني إسرائيل وعاقب هوشع بامرأة. ويقول الله تعالى:
﴿وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَٰلَمِينَ﴾،
ومن لا يرحم لا يستحق الرحمة.
12. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أنه كما تدين تدان وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ، وكما تعامِلون الناس هكذا تعامَلون، إن الله عادل يحب العدل وما من أحد فوق هذا القانون، والملك كسرى قَطّع ابنه إرباً بسبب أموال تخص رجل فقير مسن، وهو لم يكن أعدل من أحمد الحسن.
13. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن ما من أُمّة بلا أخطاء والأهم من ذلك أن الله لم يرسل رسولاً إلا واقترف أخطاء، فتدبروا يا بني آدم.
14. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن الله قد يغفر للزاني والزانية ويستر عليهما ولكنه لا يستر ذنوب الشخص الذي يحسب أخطاء الآخرين.
15. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن أقرب الناس إليه هم الذين يعترفون بأخطائهم وذنوبهم لأن الاعتراف بالذنب فضيلة.
16. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن أقرب الناس إلى الله كانوا أحياناً أشد الناس عداوة في مرحلة من المراحل، فاصبر مع الناس صبراً جميلاً.
17. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) ألا أتوقع أن أرى في الناس من لا يخطئ فكل بني آدم خطّاء، وإن وجدت من لا يخطئ وجب عليَّ أن أخُرّ على وجهي وأعبد، فلا يوجد من هو خالِِ من الخطأ سوى هو، لا إله إلا هو وحده لا شريك له.
18. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن الكلمة الطيبة أفضل وأبقى.
19. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن أقول قولاً حسناً أو لا أقول شيئاً.
20. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن الله ليس لديه وقت ليسمع منك شكاوى عن الناس، إنه سميع عليم. ماذا سوف تقول له لا يعرفه هو؟
21. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن من نصر الله بدينار واحد في الشدة تغاضى الله عن جميع ذنوبه ومعاصيه وأدخله جنته قبل عباده، فلا تقلل من شأن أحد، فأنت لا تعلم كم من عاصٍ وغير مهذب يدخل الجنان قبلك.
22. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن أغفر للجميع، حتى الملعون ممكن أن يُغفر له ويرجع إلى رحمة الله إن تاب وأصلح من نفسه.
23. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن أبعد الناس عن الله يكونوا أحياناً أكثر الناس معرفة به سبحانه، وأقرب الناس إلى الله يكونوا أحياناً أقل الناس معرفة به.
24. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أنه كان هناك في يوم من الأيام نبياً طلب من الله أن يستبدل قومه بقوم آخرين، فزوجه الله من عاهرة لا يعلم النبي إن كان أولاده معها منه أم من غيره، ثم أمره الله بعد سنين بتطليق هذه المرأة فلم يقدر النبي على ذلك، فقال له الرب:
«لا تستطيع أن تطلق امرأة تعلم أنها عاهرة ولا تدري إن كان أولادك أولادك وتريدني أنا أن أطلق شعبي؟».
25. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن أكون صابراً مع قومي أكثر من نوح (عليه السلام) حتى لو استغرق الأمر ألف عام، فقد قال أحمد الحسن (منه السلام):
«وسأصبر ولو شاء الله ألف عام حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، ولن أشكوكم إلى الله».
26. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن أحب الناس فحب الناس إيمان وحب النفس كفر. ومن أحب نفسه ظن في نفسه الخير ورأى بها الخير ومن أحب الناس ظن فيهم الخير ورأى فيهم الخير.
27. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن الأرض الموعودة لم تُحرّم فقط على بني إسرائيل بل لم يدخلها موسى وهارون (عليهما السلام) قبلهم، تمعن يا ابن آدم.
28. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أنه كلما أرسلني لأعلّم شخصاً ما شيئاً ما تعلمت شيئاً.
29. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن الدين معاملة حسنة فمن ليس له معاملة حسنة ليس له دين.
30. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن من كسر شخصاً تحمل ذنبه.
31. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن حتى من كان يرى تحت العرش كان بداخله الحسد، ومن كان طاووس الملائكة كان بداخله الحسد، ومن كان خليفة على الملائكة وأكل من الشجرة كان بداخله الحسد، تمعن يا ابن آدم.
32. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن أُعطي كل شئ لله ولا أبالي.
33. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أنني إذا احتفظت بقرش فوق حاجتي فقد كفرت.
34. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن الله لا يترك من لم يتركه.
35. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن الإنسان بإمكانه أن يعطي ويقدم فوق طاقته وأن الله لا يكلف الإنسان إلا وسعه وليس لوسع الإنسان حد أو سقف.
36. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن المستحيل ما يقرره الإنسان على نفسه وليس هناك مستحيل.
37. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أنه ربما يعلمك أصغر القوم أعظم درس، كما علمت النملة سليمان ألا يتكبر.
38. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن الذي لا يخدم دين الله ليس له قيمة والذي يخدم دين الله ولو بجرة قلم فلا يقدر بثمن.
39. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن المنصب على شؤون الناس أقرب إلى النار مِن مَن نُصب عليهم وكاد أن يُمحى ثلاثمائة وثلاثة عشر رسولاً ولم يكد أن يُمحى ثلاثمائة وثلاثة عشر قوماً.
40. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن أُعين الناس على أنفسهم ولا أُعين أنفسهم عليهم.
41. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن الرحمة أولاً والإنسانية أولاً قبل الدين.
42. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) ألا أستغني عن شخص ساعدني في يوم من الأيام، حتى وإن كان كافراً أو ملحداً أو مدمناً.
43. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن ذكر أخطاء الناس خطأ.
44. تعلمت من أحمد الحسن (منه السلام) أن أعتذر حتى لو لم أكن مخطئاً.
إن الدروس التي تعلمتها من الإمام أحمد الحسن (منه السلام) لا تعد ولا تحصى. ذكرت هنا بعض الكلمات التي قالها لي، وذكرت بعض الدروس التي تعلمتها منه على مر السنين. ولو سطرت يداي الدروس التي تعلمتها منه في عدد لا حصر له من الكتب، لما سعت صفحاتها، لكني أترككم مع هذه المختارات حيث أرى أنها الأكثر فائدة لكم في هذا الوقت.