إن الأساس الذي يرتكز عليه الدين كله هو طاعة المَلِك المُعيّن من الله، ويكمن جوهر الدين كله في تمكين هذا الحاكم المعين من الله حتى يرث المؤمنون والفقراء والضعفاء والمظلومين الأرض. وحده هذا الحاكم أو المَلِك هو من بإمكانه إقامة العدل والمساواة والسلام والرخاء على الأرض. إن حكم المَلِك المعين من الله يساوي حكم الله على الأرض، لأن الله يضع مشيئته في قلب هذا المَلِك، والمَلِك هو خليفة الله ولسان الله ويد الله في الخلق. من مات ولم يعرف مَلِك زمانه مات ميتة جاهلية، وواجب علينا أن نبايع مَلِك زماننا وأن نخدم دولة العدل الإلهي، تماماً كما كان آدم (عليه السلام) مَلِكاً، وكان على الملائكة أن تسجد له وتطيع، وتماماً كما كان داود (عليه السلام) مَلِكاً وكان كل من سليمان (عليه السلام) والإسكندر الأكبر (عليه السلام) ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) جميعهم ملوكاً. ويجب على كل مؤمن أن يتخذ الرسول المعين إلهياً في زمانه مَلِكاً وليس مجرد مرشداً دينياً.
لقد تحدثنا سابقاً عن كيفية معرفة الرسول أو الخليفة الإلهي من خلال ثلاثة أشياء: التنصيب الإلهي في وصية من سبقه ويكون مذكور فيها باسمه كوصي منصب إلهياً، ومن خلال العلم الإلهي، ومن خلال دعوته لحاكمية الله، لا حاكمية الناس. وقد اتبعت الخلافة الإلهية هذا النمط من آدم إلى محمد (عليهما السلام)، وكذلك أنبياء مثل زرادشت وكورش وسقراط وأفلاطون (عليهم السلام). ومن جمهورية أفلاطون إلى تعاليم زرادشت، اتسم الملوك المنصبون من الله بإمتلاكهم للعلم الإلهي والتسديد من الروح القدس. اعتقد الزرادشتيون أنه إذا ترك الروح القدس المَلِك المعين إلهياً، فسوف يسقطون. لن تقام دولة العدل الإلهي من خلال انتخابات ديمقراطية تقوم على الأنانية والانشغال بالذات وما تختاره الجموع الغير واعية. ورد في القرآن الكريم:
﴿وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾.
لقد أظهر التاريخ كيف تستخدم النخب الفاسدة الديمقراطية لتعزيز مصالحها الخبيثة على حساب الشعوب التي يزعمون خدمتها.
ذات يوم قلت للإمام أحمد الحسن (منه السلام): «أبي، يقول الأئمة (منهم السلام) في كلامهم أن القائم يحكم بحكم آدم ويحكم بحكم داود وسليمان ويحكم بحكم إبراهيم (عليهم السلام) ويحكم بحكم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن الناس ستعترض على كل حكم منها ما عدا حكم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). ما هو حكم آدم (عليه السلام)؟».
قال الإمام (منه السلام): «إن حكم آدم (عليه السلام) أنه المَلِك الأول في الأرض، وأما داود وسليمان (عليهما السلام) فأنت تعرف حكمهما».
قلت: «نعم يحكمون بالباطن وبدون دليل، من خلال الوحي».
قال الإمام (منه السلام): «وإبراهيم (عليه السلام) أيضاً تعرف، فلا يرضون بذلك».
قلت: «ما هو حكمه؟».
قال الإمام (منه السلام): «حكم إبراهيم (عليه السلام) هو أن إبراهيم (عليه السلام) كان حازماً في تهديم الأصنام وتهديم المعتقدات، ولا يجامل إطلاقاً في هذا».
قلت: «نعم، فلا يرضون بذلك».
قال الإمام (منه السلام): «وحكم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يرضون به لأن أغلب الناس تتبع هذا الدين واسم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يريحهم، لكن إرضاء الناس هنا [بهذا الحكم] لغاية وليست دائمية، فقط لحين أن يستوعبوا الأمر ويتعودون عليه، وثم لا يكون الحكم إلا بالحق التام».
كما نرى فإن القائم سيحكم كَمَلِك مثل آدم (عليه السلام). سيحكم مدى الحياة ولن تكون هناك انتخابات ولن يصعد مرشحون آخرون إلى الحكم خلال حياته، لأنه معين من الله والله وحده هو الذي يستطيع أن ينحيه عن منصبه. إنه الحاكم المطلق وسيحكم بما يوحي الله له في قلبه لأنه معصوم، وسيحكم مثل داود (عليه السلام) وسليمان (عليه السلام) بوحي من الروح القدس. إن أقوال وأفعال وأحكام المَلِك المعين من الله هي أقوال وأفعال وأحكام الله، فهو مجرد مترجم لمشيئة الله. سوف يهدم القائم كل المعتقدات والأديان الباطلة ويقيم الحقيقة كاملةً إلا أنه سيحكم لفترة وجيزة بشريعة العهد السادس في بداية دولة العدل الإلهي.
قلت للإمام أحمد الحسن (منه السلام): «هل دولة العدل الإلهي باقية إلى أبد الآبدين؟».
قال الإمام (منه السلام): «لن تبقى دولة العدل الإلهي إلى أبد الآبدين».
قلت: «هل سيكون لدولتنا جواز سفر؟».
قال الإمام (منه السلام): «سوف يأتي يوم من الأيام يكون جوازنا الأقوى في المعمورة، جواز دولة العدل الإلهي، وبعدها بسنين سوف تُلغى جميع الجوازات في العالم».
قلت: «سبحان الله، ماذا سيكون لونه أبي؟».
قال الإمام (منه السلام): «الأصفر والأسود، ألوان رايتنا المباركة».
الشكل ١: راية دولة العدل الإلهي
قلت: «والجنسية في دولة العدل الإلهي تكون على أساس الإيمان، صحيح؟».
قال الإمام (منه السلام): «بالضبط، المؤمنون جميعاً من كل بقاع العالم هم مواطنون في دولة العدل الإلهي، لا يفرقهم لا لون ولا شكل ولا لغة ولا انتماء إلى أي شيء سوى الإيمان بالله سبحانه وتعالى ودولة العدل الالهي وبنا».
قلت: «أبي، هل يعني ذلك أنه سيكون هناك وقت ستعترف فيه كل دول العالم بدولة العدل الإلهي وستكون هناك علاقات مع دول أخرى؟».
قال الإمام (منه السلام): «نعم بني».
قلت: «وآخر دولة ستدخل دولة العدل الإلهي ستكون من؟».
قال الإمام (منه السلام): «بريطانيا».
قلت: «سبحان الله، أمريكا تدخل دولة العدل الإلهي قبلها؟».
قال الإمام (منه السلام): «أمريكا قبلها بفرق بسيط».
قلت: «ماذا سيكون اسم عملتنا في دولة العدل الإلهي؟».
قال الإمام (منه السلام): «[ستكون] من الذهب والفضة أو المقايضة».
قلت: «سبحان الله».
قال الإمام (منه السلام): «ستكون في البداية ذهبية وفضية، ثم بعد الاستقرار تكون المقايضة».
قلت: «ما معنى المقايضة؟».
قال الإمام (منه السلام): «أعطيك قمح تعطيني لحم، أعطيك ملابس تعطيني خبز، وهكذا».
سألت: «لأنك ستجعل الذهب بلا قيمة؟».
قال الإمام (منه السلام): «سوف يكون حاله حال التراب، الأرض مليئة بالكنوز الرخيصة أو التي لا قيمة لها بعيون بني آدم، هذا الرمل، رمال الصحراء، إنها كنز لا يساويه كنز وثروة لا تساويها ثروة في الدنيا، حفنة منه تساوي الآلاف من الدولارات».
قلت: «سبحان الله! ما سر ذلك؟».
أجاب الإمام (منه السلام): «في معادلة كيميائية بسيطة يتحول إلى ذهب ولدي».
قلت: «سبحان الله! سيتغير العالم كلياً».
قال الإمام (منه السلام): «الأموال والذهب وغيرها لن يكون لها قيمة حينها، وسوف لن يبالي لها الناس».
قلت: «إذن سيكون الجميع مرتاح، ويعبدون الله فقط؟».
قال الإمام (منه السلام): «سوف لن يبقى محتاج عليها قط وجائع».
إن العملة التي سيستخدمها الناس في دولة العدل الإلهي لن تكون ورقية أو إلكترونية، فالعملات الورقية والإلكترونية ما هي إلا ضرب من الاحتيال والنصب، العملات الورقية ليس لها قيمة والدليل على ذلك موجود على العملة نفسها، حيث تجد على جميع العملات تقريباً عبارات مثل «أتعهد بأن أدفع عند الطلب مبلغ كذا لحامل هذا السند» أو «هذه الشهادة لها قوة إبراء للديون» أو «تُدفع لحاملها عند الطلب» (الشكل ٢) لأن الورقة نفسها ليست سوى سند إذني، وهو عبارة عن إقرار بالمديونية، مثل العقد المكتوب بخط اليد، ومنذ زمن طويل أقنعت البنوك الناس بإيداع كل ما لديهم من ذهب وفضة في البنوك وإستبداله بسندات دين تصدرها البنوك لأنها كانت أخف حملاً وأسهل تداولاً، على سبيل المثال إذا كان لشخص ما خمس عملات ذهبية عند شخص آخر، يمكنه أن يأخذ سند إذني من الشخص المدين له ويصرفه في البنك، فيعطي له البنك قيمة الورقة النقدية بالذهب، إذن القيمة في الذهب والفضة وليست في الورقة نفسها، بدأت البنوك بعد ذلك أن تطبع أوراق نقدية أكثر من الذهب والفضة الموجود لديها. وقد أدى ذلك إلى التضخم الاقتصادي. ولهذا السبب كان بإمكان الشخص في السابق شراء منزل مقابل ٥٠٠ دولار بينما يحتاج اليوم إلى مئات الآلاف من الدولارات لشراء نفس المنزل. ومع مرور الوقت توقفت البنوك عن إعطاء الناس الذهب الذي يساوي قيمة هذه الأوراق النقدية وتوقف الناس عن المطالبة به.
واغتنى أصحاب البنوك وسيطروا على العالم بينما أصبح باقي الناس أكثر فقراً وأصبحوا عبيداً. في دولة العدل الإلهي لن يستخدم الإمام (منه السلام) كعملة إلا الأشياء التي لها قيمة مثل الذهب والفضة ويرفض النقد الإلزامي، ثم سيمحو (منه السلام) قيمة الذهب والفضة تماماً وينشئ مجتمعاً يقوم فيه كل فرد بعمل يساهم به، وتكون جميع السلع والخدمات مجانية. السباك يعمل على تحسين المجتمع وخدمته ولديه حق الحصول على كل ما يحتاجه مجاناً. الطبيب يقوم بدوره وكذلك النجار أو المهندس أو المعلم أو رجل الإطفاء. مجتمع لا يتعين على أحد فيه أن يركض وراء المال لأن المال ليس له قيمة وكل الناس لها الحق في كل شيء، الجميع يعمل ليس من أجل المال ولكن من أجل شرف المساهمة لصالح البشرية. سيكون الدافع لدى الناس في ذلك الوقت هو الشرف وحب الوطن والإنسانية وليس الجشع وحب الذات والدنيا.
الشكل ٢: العملة الحديثة، سند إذني
قلت للإمام (منه السلام): «لماذا ولّت الشعوب القديمة كل هذا الإهتمام للنجوم؟».
قال الإمام (منه السلام): «هل لديك تلفاز؟».
قلت: «ما علاقة النجوم بالتلفاز؟». توقفت لأفكر في الأمر وسكت الإمام (منه السلام). ثم قلت فجأة: «أها! النجوم تُستخدم لبث المعلومات؟».
قال الإمام (منه السلام): «أنت ذكي ولدي، كنت أحب أختبر ذكائك».
قلت: «سبحان الله العلي العظيم، إذن تعمل مثل القمر الصناعي؟».
قال الإمام (منه السلام): «نعم، بل هي أفضل بكثير وأسرع، سنستخدم هذا العِلم في دولتنا إن شاء الله».
قلت: «وما هو الجهاز المستقبِل الذي يُستخدم لإستقبال المعلومات التي يتم بثها؟».
قال الإمام (منه السلام): «هناك طرق تجعلنا نستقبل بها».
قلت: «زدني أبي أرجوك».
قال الإمام (منه السلام): «مثلاً من نفس الجهاز المستقبِل الذي نستخدمه اليوم. نستطيع بعد إجراء عملية تغيير بسيطة».
قلت: «ماذا يحدث بعد ذلك؟ يظهر البث على شاشة التلفزيون؟ هل هو صور أم كلمات أم صوت أم ماذا؟».
قال الإمام (منه السلام): «نعم، سنجعل شركات الإرسال تفلس تماماً، نضربهم ضربات اقتصادية، نستطيع من خلال النجوم أن نستقبل أي صوت صدر في هذه الأرض، مثلاً صوت النبي آدم (عليه السلام) أو صوت الرسول (صلى الله عليه وآله)».
قلت: «أها، إذن نستطيع رؤية الماضي كله أم هو صوت فقط؟ هل يمكننا أن نرى صوراً من الماضي؟».
قال الإمام (منه السلام): «الصور نستطيع أن نأخذها من الجو أو الفضاء لكن لمّا ترسلها القنوات الموجودة الآن والتي تَبِث».
قلت: «إذن فيما يتعلق بالماضي، يمكننا أن نسمع الصوت فقط؟».
قال الإمام (منه السلام): «نعم».
قلت: «يا له من أمر عظيم».
قال الإمام (منه السلام): «سوف نجعل القنوات الفضائية لا تكون مجبرة لدفع الضرائب للشركات، وتستطيع فقط أن تبث في الهواء دون الإشتراك».
قلت: «سبحان الله».
قال الإمام (منه السلام): «وهناك أمر آخر، البترول والطاقة سوف تكون لا قيمة لها، لأن مياه البحر المالحة أعظم [مصدر] للطاقة. سوف تكون مياه البحر المالحة بدل البترول وسوف تكون غير ملوثة للبيئة».
قلت: «سوف تكون أخطر رجل على وجه الأرض بالنسبة لهذه الشركات».
قلت: «هل سوف يتمتع الناس بحرية ممارسة دينهم في دولتنا إذا كانوا غير مؤمنين بنا؟».
قال الإمام (منه السلام): «دستور ديننا ينص على أن ديننا لا يفرق بين الأنبياء والأوصياء والرسل، وديننا دين السلام».
سيحكم القائم أهل التوراة بـتوراتهم، وأهل الإنجيل بـإنجيلهم وأهل القرآن بـقرآنهم، ويُحكم كل ذي عقيدة بكتبه ومعتقداته.
سيتم الترحيب بجميع اللغات في دولة العدل الإلهي، ولكن يجب أيضاً أن تكون هناك لغة رسمية للدولة. ذكرنا سابقاً في الباب العشرين من هذا الكتاب قول الإمام أحمد الحسن (منه السلام) بأن العالم كله سيتحدث أسهل لغة على الأرض بحلول عام ٢٠٥٠ وهي اللغة الإنجليزية. وهذا يعني أن اللغة الرسمية في دولة العدل الإلهي ستكون اللغة الإنجليزية.
قال الإمام أحمد الحسن (منه السلام): «في دولة العدل الإلهي سيتقدم الطب لدرجة أن الناس ستتغلب على الموت والأمراض».
قلت: «إذن لن يموت أحد وستعيش الناس للأبد؟».
قال الإمام (منه السلام): «سيموتون لكن لن يكون بسبب تقدم العمر أو الأمراض، ستُمنح العلاجات لكل الأمراض ولن يموت الناس بسبب كبر السن، بل سيكون هناك إرجاع للعمر. سيظل الموت موجود بين الناس لكن سيكون بسبب الحوادث أو إذا تعرض أحدهم للقتل».
قلت: «أبي، أود أن أستوضح منك شيء. في حياة المهدي الأول هل ستشمل دولة العدل الإلهي الأرض كلها أم جزء منها ثم تكتمل بعدها في عهد المهدي الثاني عشر؟».
قال الإمام (منه السلام): «نعم جزء، ثم تكون تحت السيطرة الكاملة تحت راية هذا». ثم أشار إلى طفل حديث الولادة لم يتعدى عمره بضعة أشهر، محمد بن الزهراء (عليهم السلام).
قلت: «والحجاز ستكون من أول الدول التي تنضم لدولة العدل الإلهي؟».
قال الإمام (منه السلام): «لا شك في ذلك ولدي».
قلت: «ما هي الدول التي ستلعب دورا هاماً في القيام؟».
قال الإمام (منه السلام): «الحجاز، العراق، مصر، ألمانيا، السويد، بلاد الري، تركيا وبعض البلاد الأخرى».
على الرغم من أن بعض الأنبياء والرسل حكموا بلاداً في حياتهم، إلا أن الأغلبية لم يفعلوا رغم أنه كان من المفترض أن يفعلوا. كل نبي ورسول عينه الله هو مَلِك كان من المفترض أن يطيعه الناس وأن يحكمهم، حيث أن المَلِك يمثل حكم الله. وعلى الرغم من أن المَلِك المعين من الله لم يتم تمكينه دائماً أو لم يكن لديه مملكة يحكمها، إلا أنه كان لا يزال واجباً إلهياً على الناس أن يطيعوا الرسول المعين من الله ويتخذونه وحده هو ملكاً. قد تكون مملكة ذلك المَلِك بصغر قلب المؤمن الذي يطيع ذلك المَلِك، وطاعة المَلِك المعين من الله هي عبادة لله. إن الله لا يعترف بممالك الشيطان هذه أو الحكام الذين عينهم الشيطان أو اختارهم الناس. المملكة الوحيدة والمَلِك الوحيد الذي يعترف به الله هو المَلِك الذي عينه هو سبحانه. وهكذا فعلى الرغم من أننا لا نملك أرضاً نحكمها في وقت كتابة هذا الكتاب، إلا أننا لا يزال لدينا دولة وشعب وعَلَم وإله. شعبنا هم المؤمنون ودولتنا هي مجتمع المؤمنين الذي يحكمه القائم.
ذات يوم قال لي الإمام (منه السلام): «يكفي المؤمن أنه يمهد لدولة العدل الإلهي وسلطة وحكم الله. يكفي المؤمن أنه يمهد لدولة العدل الإلهي وسلطة وحكم الله. يكفي المؤمن أنه يمهد لدولة العدل الإلهي وسلطة وحكم الله. بني الحبيب، نحن لا نجبر أحد على أي شيء. الكل حر بأن يفعل ما يشاء ولكن إن اختار أحد أن يعمل بشكل مستقل عنا، فيمكنه أن يفعل ما اختاره، لا نمانع، ولكن يجب أن يفعله بعيد عن نظامنا وقوانيننا ودولتنا».
قلت: «الحمد لله».
قال الإمام (منه السلام): «الحمد لله، ويمكنهم أن يظلوا مؤمنين معززين مكرمين ولا يخرجوا من دين الله، لأننا لا نطرد أحد أبداً من الدين إلا من أراد أن يخرج بنفسه».
هنا نرى بوضوح أن للمؤمن أن يختار أن يعيش داخل أو خارج دولة العدل الإلهي ولا نجبر أي شخص على فعل أي شيء. لذلك، فإذا اختار شخص أن يعيش مع الرسول المعين إلهياً وفي مجتمعه، فعليه أن يقبل بجميع القوانين والأحكام التي يضعها ذلك الرسول. وعدا ذلك يمكنه أن يعيش بعيداً عن الرسول ويظل مؤمناً، لكنه لن يكون مواطن في دولتنا. تكون المواطنة في دولة العدل الإلهي مبنية على أساس الإيمان بالله والدولة والمهديين، ولكن أيضاً قبول قوانين وسلطة المَلِك المعين إلهياً. لذلك، في زمن عيسى (عليه السلام)، كان على التلاميذ الذين عاشوا معه أن يقبلوا بعيسى (عليه السلام) ليس فقط كمخلص ولكن كَمَلِك وكان يجب أن يطيعوه تماماً ليكونوا جزءاً من دولته. نفس الشيء ينطبق اليوم، يجب على من يرغب في العيش مع المهدي في مجتمعه أن يقبله كمَلِك ويقبل بقوانينه حتى لو لم يكن قد تسلم مقاليد الحكم بعد. بل إن المَلِك المعين من الله قد منحه الله سلطاناً على الكون بأسره لأنه وريث الله، ويرث الأرض وما عليها. ولهذا قال النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم):
«ألست أولى بكم من أنفسكم»
وقال أيضاً:
«لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين»
وقال عيسى (عليه السلام):
«مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي».
يرث المَلِك المعين من الله الأرض وما عليها، لأنه يمثل الله وكل ما يفعله هو مشيئة الله ولله ولصالح خلق الله.
ذات يوم قلت للإمام أحمد الحسن (منه السلام): «أود أن أسألك سؤال مهم أبي، هو سؤال افتراضي، لكن بما أن الأرض كلها ستكون تحت تصرفك وهي كذلك بالفعل، إذا أراد شخص على سبيل المثال أن يشتري قطعة أرض في دولة العدل الإلهي، هل لي أن أبيعها له من الآن؟ (متعهداً أن أعطيه قطعة الأرض هذه في دولة العدل الإلهي)؟».
قال الإمام (منه السلام): «نعم، يمكن هذا بشرط ألا يكون ملكاً لشخص [اليوم]».
قلت: «لكن لا إشكال في بيع كل أملاك الحكومات (بما أن هذه الحكومات منصبة من إبليس وليس من الله)؟ لنفترض على سبيل المثال أن شخصاً ما أراد أن يشتري تمثال الحرية أو قطعة من غابات الأمازون، هل لي أن أبيعها له؟».
قال الإمام (منه السلام): «نعم».
قلت: «نظرياً، لنفترض أن هناك من يريد شراء قطعة أرض على كوكب آخر أو على القمر، هل هناك مشكلة في بيعها له؟».
قال الإمام (منه السلام): «لا إشكال، لكن لا تقل لي أنك تريد فعل ذلك».
قلت: «لا، فقط أردت أن أعرف».
وكما ترون، فإن الأفراد الذين يمتلكون عقارات حسب احتياجاتهم وحصلوا عليها بسبل شرعية من خلال عملهم، يعتبرون مُلّاك لتلك الأراضي أو العقارات، لكن الشركات الجشعة والحكومات غير الشرعية المنصبة من إبليس يعتبرون غاصبين ولا يملكون شيئاً.
كيف تختلف دولة العدل الإلهي عن دولة يهودية مثل إسرائيل أو دولة مسيحية مثل الفاتيكان أو دولة مسلمة مثل إيران؟ كل هذه الدول هي دول دينية وقد بُنيت على أساس الدين. تأسست ما تسمى بدولة إسرائيل على فكرة أنها دولة يهودية وأن لليهود حق في الأرض وأن الله وعدهم بها. الفاتيكان هي دولة مسيحية تأسست على فكرة أن البابا والكنيسة هما الحاكم الأعلى وأن القانون المسيحي يهيمن على البلاد. وما تسمى بجمهورية إيران الإسلامية هي أيضاً دولة دينية، وقد تأسست على فكرة أن الولي الفقيه والقانون الإسلامي يحكمان الأرض.
الفرق الرئيسي بين دولة إسرائيل ودولة العدل الإلهي هو أن ما تسمى بدولة إسرائيل هي دولة ديمقراطية يُنتخب فيها حكامها ولا يعينهم الله. وهذا تناقض صارخ مع التوراة المنصوص فيها أن الله هو الذي نصب ملوك إسرائيل مثل شاول وداود وسليمان. يؤمن اليهود أن المخلص الموعود سيأتي إلى إسرائيل ما أن يتم إعادة بناء الهيكل وأنه قائد معين من الله، ولكن دولة العدل الإلهي يؤسسها حاكم من الله ولا يؤسسها أو يقودها أشخاص غير منصبين من الله. إن قوانين دولة العدل الإلهي يسنها الله من خلال ملكه المعين إلهياً وليس من خلال الكنيست.
يكمن الفرق الرئيسي بين دولة الفاتيكان ودولة العدل الإلهي في أن الفاتيكان يديره البابا. وعلى الرغم من أن الكاثوليك يؤمنون بأن البابا معين من الله وأنه خليفة لعيسى (عليه السلام)، إلا أن الحقيقة على النقيض من ذلك تماماً، حيث يتم انتخاب البابا من قبل المَجمَع المغلق، وهو مجلس الكرادلة الذي يدلي فيه الكرادلة بصوتهم لصالح الشخص الذي يريدونه أن يشغل منصب البابا. تتعارض هذه الطريقة مع الطريقة التي اتبعها عيسى (عليه السلام) عند تعيين الوصي، حيث نصب عيسى (عليه السلام) سمعان بطرس (عليه السلام) مباشرة دون تصويت الحواريين الآخرين. ألقى الحواريون قرعة لاختيار بديل ليهوذا ولكن لم يكن ذلك من أجل اختيار الخليفة المعين من الله. فلا يتم تعيين أوصياء عيسى (عليه السلام) إلا من خلال الله. ولذلك، فمثلما هو الحال مع ما تسمى بدولة إسرائيل، فإن دولة الفاتيكان هي إلى حد ما دولة قائمة على انتخاب القائد.
أما الفرق الرئيسي بين ما تسمى بجمهورية إيران الإسلامية ودولة العدل الإلهي فهو مثل السببين السابقين. في ما تسمى بإسرائيل يصوت الناس وينتخبون قائدهم، في دولة الفاتيكان يصوت الكرادلة وينتخبون قائدهم، وفي إيران يصوت العلماء غير العاملين وينتخبون من يعتبرونه الأكثر علماً من بينهم ليكون المرشد الأعلى للبلاد. تعتبر البلدان الثلاث رئيس الدولة ممثلاً للشعب، والأهم من ذلك يعتبرونه ممثلاً عن المَلِك المعين إلهياً الذي هو غائب. بالنسبة لليهود المتدينين، فإن رئيس ما يسمى بدولة إسرائيل هو ممثل الموشياخ أو المخلص المنتظر، وبالنسبة للكاثوليك فإن البابا هو ممثل عيسى (عليه السلام)، وبالنسبة للمسلمين الشيعة فإن آية الله العظمى هو ممثل الإمام المهدي الغائب، حسب ما يعتقدون. لكن في جميع الحالات الثلاث لم يعيِّن الله أحداً منهم، بل عينهم الشعب. لذا فإن تعيينهم باطل وحكمهم غير شرعي.
والدليل على أن هذه الدول الثلاث لا يقودها شخص معصوم من الله هو أن هذه الدول الثلاث من أكثر الدول فساداً على كوكب الأرض. فغياب العدل والمساواة لجميع المواطنين هو دليل على أنهم ليسوا من الله. إنهم مسؤولون عن جميع أنواع الفظائع والجرائم ضد الإنسانية. تأسست ما تسمى بدولة إسرائيل على حساب قتل وتشريد الفلسطينيين الأبرياء. وتاريخ الفاتيكان من الإبادة الجماعية التي ارتكبوها ضد الشعوب الأصلية، ومحاكم التفتيش ضد اليهود والمسلمين، والحروب الصليبية، والتواطؤ في الهولوكوست، وفضائح التحرش الجنسي يجعلها بعيدة كل البعد عن كونها إلهية. والإرهاب الذي تمارسه إيران على شعبها وعلى العالم باسم الله وآل البيت (منهم السلام) يزيل عنها أي شرعية. تقر هذه البلدان الثلاث بشرعية غيرهم من الطغاة والديكتاتوريين ويقرون بالظلم المستشري في العالم وبتفاوت الثروات بين الأغنياء والفقراء ولم يقدموا حلولاً لأي شيء تحتاجه الإنسانية، تُعرف هذه الدول كذلك بالتمييز ضد مواطنيها الذين يدينون بدين مغاير للدين الرسمي للدولة. إنها دول مضادة للعدل الإلهي.
لقد عمل جميع الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) من أجل إقامة دولة العدل الإلهي، وترقبوا قدومها وسيادة العدل فيها، وامتلاء العالم بالعدل والمساواة بعد أن مُليء بالظلم والطغيان. وقد حلم بهذه الدولة وكتب عنها بعض من أنبغ العقول في الحضارة الغربية. كان سقراط وأفلاطون (عليهما السلام) من أعظم أنبياء الغرب. لم يؤمن الناس في زمن سقراط بمفهوم العدالة، بل اعتبروا أن أي فعل يصب في مصلحة الشخص هو تصرف عادل، وأي فعل لا يخدم مصلحة الشخص هو تصرف غير عادل. وكانت هذه القناعة نابعة مما لاحظوه في المجتمع. كان أحد العلماء الغير عاملين في زمن سقراط يُعلّم الناس أن العدالة هي ميزة الأقوى، فقد كان سلوك الطغاة الغير عادل يؤدي إلى اكتسابهم السطوة بشكل تلقائي واستلامهم مقاليد الحكم، أما الذين كانوا ينتهجون نهجاً عادلاً فهم - بحسب هذا المفهوم - ضعفاء وجهلة وينتهي بهم الأمر بالحرمان من أي مزايا أو مصالح شخصية لهم. ولذلك فإن العدل حسب هذا القول هو العمل لتحقيق مصلحة الفرد الشخصية، أو بمعنى آخر الأنانية. وهذا هو في الحقيقة النهج الذي تنتهجه حكومات العالم اليوم حيث يبدو أنهم جميعاً يؤمنون بنهج ثراسيماخوس، ذلك العالم غير العامل.
وعلى النقيض من ذلك، أكد سقراط على ضرورة إقامة العدل وضرورة وجود الدولة المثالية. وبحسب سقراط فإن مفهوم العدالة هو وضع الشيء في موضعه، والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه. وهذا هو بالضبط تعريف العدالة الذي لدينا في الإسلام والذي قال به النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل البيت (منهم السلام)، بل هو تعريف العدل الذي قال به جميع الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام). من المهم جداً أن نعي هذا المفهوم حيث لا يدرك غالبية الناس المعنى الحقيقي للعدالة. يظن السواد الأعظم من الناس أن معنى العدالة هو حصول جميع الأفراد على نفس الحصص ونفس الفرص ونفس الشيء من كل شيء، لكن هذا المفهوم سينتج عنه الظلم وإليكم السبب: اعتقد سقراط أن الناس خُلقوا بطبائع مختلفة. هذه الطبائع تجعل كل فرد الأنسب والأكثر تأهيلاً للقيام بدور أو مهمة معينة دون غيره. طبيعة بعض الناس على سبيل المثال تجعلهم الأنسب للعمل بالزراعة، بينما تقتضي طبيعة شخص آخر أن يكون الأنسب لإمتهان التجارة أو النجارة أو البناء أو العلاج وما إلى ذلك، هؤلاء الأفراد الذين يميلون إلى أمر معين ويجيدونه بسبب طبيعتهم، تستلزم مقتضيات العدالة أن يتم منحهم الوظيفة الملائمة لطبيعتهم، أي وفقاً لما أُهلوا له طبيعياً، وعليه سيُضمن تأدية العمل على أكمل وجه. أما وضع الفرد في أي مكان آخر فهو ظلم. لذلك ينبغي على سبيل المثال أن يمارس الشخص المؤهل طبيعياً لأن يكون طبيباً مهنة الطب وليس الزراعة. فسيكون من الظلم أن يعمل الطبيب في المزرعة بينما يعمل المزارع في عيادة الطبيب. وعلى نفس المنوال، سيكون من الظلم وضع الشخص المؤهل طبيعياً لأن يكون تاجراً في منصب الحكم.
وعليه قال سقراط أن المجتمع يمكن تقسيمه لثلاث فئات متباينة. تتكون إحدى الفئات من العاملين، والفئة الثانية من المحاربين والفئة الثالثة من الحكام. تشمل طبقة العمال أعضاء المجتمع المؤهلين طبيعياً لإمتهان حرفة معينة، مثل الأطباء والمزارعين والحرفيين والسباكين وما إلى ذلك. أما طبقة المحاربين فتتكوّن من هؤلاء الذين هم الأنسب بموجب طبيعتهم لشغل المناصب العسكرية وتحمل أعباء حماية الدولة. الفئة الثالثة والأخيرة هي الطبقة المؤلفة من الأفراد الذين تجعلهم طبيعتهم الأنسب لحكم المجتمع وضمان عدالة قانون البلاد وأن يعم العدل والسلام في كل أنحاء البلاد. تنشغل كل فئة من هذه الفئات الثلاث بمهامها فقط. فلا يتدخل العمال في السياسة والقانون وشؤون الحكم، ولا يتدخل المحاربون في شؤون العمال بل يعملون فقط على تنفيذ القوانين وحماية البلاد. الطبقة الحاكمة أيضاً لا تتدخل في شؤون التجارة والعمال. فلا يمكن أن يعمل الرجال والنساء أصحاب الوظائف العسكرية أو الحكام كرجال أعمال وتكون لديهم مصالح خاصة أو متاجر أو ممتلكات ومزارع، وإلا فإن مصالحهم الخاصة ستؤثر على الوظيفة التي يؤدونها. وعلى نفس المنوال، لا يمكن أن يتدخل المزارعون والتجار في شؤون السياسة ويخلقون جماعات ضغط في محاولة للتأثير على الحكام وتمرير قوانين تحمي مصالحهم بدلاً من حماية مصالح الدولة.
توفر طبقة العاملين جميع احتياجات طبقة المحاربين والطبقة الحاكمة مجاناً. أما الأطباء فيوفرون الرعاية الصحية للمحاربين وطبقة الحكام، ويوفر لهم المزارعون الطعام، ويزودهم الخياط بالملابس وما إلى ذلك. في المقابل تكرس طبقة المحاربين نفسها لحماية طبقة العاملين ودولة العدل الإلهي دون تقاضي أجر، والطبقة الحاكمة بدورها تكرس حياتها لخدمة الشعب وصياغة القوانين وإقامة علاقات دبلوماسية مع الدول الأخرى والقيام بكل ما هو في مصلحة الدولة. لا تمتلك الطبقة الحاكمة والطبقة المحاربة أي ممتلكات في الدولة. والأهم من ذلك يُعرف حاكم دولة العدل الإلهي بالمَلِك الفيلسوف ويجب أن يكون منصب إلهياً.
المَلِك الفيلسوف في جمهورية سقراط هو الشخص الذي يعد بطبيعته الأنسب للحكم، كما خلقه الله. وتكون مهاراته السياسية ومعرفته الفلسفية أعظم من أي شخص آخر لأن الفيلسوف يكون مؤهل للحكم لامتلاكه - بحسب سقراط - معرفة بالحقيقة المطلقة. وبما أنه لا توجد حقيقة مطلقة غير الله، فإن الشخص الذي يمتلك المعرفة المطلقة بالحقيقة المطلقة يكون رسولاً أو خليفة لله لا غيره، حجة الله المنصب من الله، المَلِك المعصوم والمنصب من الله. لأن الشخص الذي يمتلك معرفة مطلقة بالحقيقة المطلقة لا يمكن أن يرتكب أخطاء أو يضل الأمة. ويقدم هذا الشخص دائماً الله واحتياجات البشرية على نفسه. قال سقراط:
«إلى أن يصبح الفلاسفة ملوكاً، أو أن يتشبع ملوك هذا العالم وأمراؤه بروح الفلسفة وقوتها ...لن تستريح المدن أبداً من شرورهم - لا ولا حتى الجنس البشري في رأيي - عندها فقط سيكون لدولتنا هذه إمكانية العيش وترى ضوء النهار».
الفيلسوف هو نبي أو رسول أو إمام أو خليفة منصب من الله. لقد أخبرنا الإمام أحمد الحسن (منه السلام) أن سقراط وأفلاطون وأرسطو كانوا جميعاً أنبياء. جمهورية أفلاطون هي دولة العدل الإلهي. نحن نناضل من أجل إقامة جمهورية أفلاطون. حكومة يعين الله فيها المَلِك ويعين المَلِك الطبقة الحاكمة وتفرض طبقة المحاربين الطاعة تجاه المَلِك وتحمي الدولة، بينما تعيش طبقة العمال في عدل ومساواة دون أن تعاني أبداً من أي شيء أو تخشى أي شيء وتتمتع بحياة من الراحة والرخاء. الإمام أحمد الحسن (منه السلام) هو المَلِك الفيلسوف، ومحمد بن الحسن المهدي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو المَلِك الفيلسوف وكذلك كل المهديين.